د. عبدالجبار العلمي - من عناصر الإيقاع في ديوان " باقة وجد" للشاعر محمد الناجي

الجدير بالإشارة أن عنوان الديوان قابل للتغيير قبل الطبع ، فالعنوان أولي وقد يختار صاحبه عنوانا آخر .
التوازن الصوتي : نلاحظ هذه الظاهرة الإيقاعية في العديد من القصائد نمثل لها بأسطر من قصيدتين :
- " باقة وجد " كما يلي :
من دهشة الخرير = من ومضة الهديل / من نشوة الأغصانْ = من رعشة الأنسامْ . فبالإضافة إلى التوازن الصوتي على مستوى الصيغ الصرفية للكلمات ( دهشة - ومضة / الخرير ـ الهديل / نشوة - رعشة / الأغصانْ ـ- الأنسامْ ) ، نلاحظ تكرار صوت الشين في كلمات على نفس الصيغة الصرفية ( فَعْلَةٍ بإعراب واحد في موقع جر بمن المتكرر في أول كل جملة )
- وفي " واحة الأسرار " ، نجد التوازن الصوتي بارزاً في المقطع الأول من النص :
في القلوب
أنت نورٌ
في انبثاق الرؤى
في انثيال الخواطرْ
في لهيب الخطى
في انتفاض العزائمْ
في رفيفِ الأماني
في نداء المنابرْ
نلاحظ أن التوازن الصوتي اتخذ ثلاثة صيغ نحوية المصادر : انبثاق - انثيال - انتفاض / جمع التكسير : الخواطر - العزائم - المنابر / الكلمة المفردة : الرؤى – الخطى - لهيب ـ- رفيف . ولكل من هذه الكلمات صيغة صرفية متوازنة مع صيغة غيرها في السياق . ولا يخفى ما للتوازن الصوتي في الكلام من إيقاع . وتتواتر هذه الظاهرة الإيقاعية في أسطر عديدة من قصائد الديوان كما يبدو جلياً في الأسطر التالية : تَهْمِي نَسَاِئمْ / تَهِلُّ بَشَائِرْ / تَرِفُّ نَوَارِسْ . ( قصيدة : "رفيف الأشواق الحائرة " )
- استخدام الوزن الشعري بشكل عفوي :
الملاحظ أن الوزن الشعري ( التفعيلة ) ، تحضر في بعض قصائد الديوان بشكل عفوي ، فأذن الشاعر المرهفة تلتقط خلال قراءاته الشعرّ بمختلف أشكاله نغمات موزونة على تفاعيل بخور شعرية معينة تنتقل إلى شعره ، وهكذا نجد في بعض قصائده أسطراً عديدة مبنية على تفعيلة وزن من الأوزان الشعرية ، ونمثل لذلك بأسطر من بعض قصائد الديوان كما يلي :
ـ تفعيلة ( مُسْتَفْعِلُنْ ) :
يابؤرةً / ملغومةً : مُسْتَفْعِلُنْ / مُسْتَفْعِلُنْ
ياصرخةً / مكتومةً : مُسْتَفْعِلُنْ / مُسْتَفْعِلُنْ ( قصيدة " أشرعة السراب )
ـ تفعيلة المتدارك ( فَاعِلُنْ ) :
وَيَكُونُ انْبِثَاقُ خُطىً
وَاشْتِعَالُ رُؤىً
وَيَكُونُ امْتِدَادُ مَسَارَاتٍ
وتقطيعها :
وَيَكُو/ نُ انْبِثَا / قُ خُطىً : فَعِلُنْ / فاعِلُنْ / فَعِلُنْ
وَاشْتِعَا/ لُرُؤىً : فَاعِلُنْ / فَعِلُنْ
وَيَكُو/ نُ امْتِدَا/ دُ مَسَا/ رَاتٍ : فَعِلُنْ / فاعِلُنْ / فَعِلُنْ / فَاعِلْ ( قصيدة : " رحلة المسافات السرمدية " )
الرجز : ( مُسْتَفْعِلنْ فَعُولْ ) في قصيدة " أشذاء القصيدة " : بَيْنَ الرُّبَا تَنُوْح ( بَيْنَرْرُبَا / تَنُوحْ ) ، وهكذا في كل الأسطر التالية :
تُياركُ الْغُصونْ
وَتُؤْنِسُ السُّفُوحْ
وتنشط الأنغام
من نشوة الأنسام
تهتف للحيارى
في زحمة الدروب
وألهم الضحايا
في ظلمة الكروب
وَتُنشِدُ الجَمالْ
وَالْحُبَّ والْوِصالْ
ومن الجدير بالملاحظة أن هذه الظاهرة الإيقاعية تتكرر في قصائد أخرى من الديوان، لكنها تأتي عفو الخاطر، ونتيجة لمراس أذن الشاعر بقراءاته في مختلف الأشكال الشعرية ، كما تمت الإشارة إلى ذلك آنفاَ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى