أمل الكردفاني/ قصائد لشاعر سابق

لما كنت شاعر (5)

السِّـرْ

مدني بالكــأسِ واشكر لها المننْ ‏
‏ رخصت حياة المرء في باهظ الثمنْ
‏ فــما أبخــسها إذِ العمر لحظة ‏
‏ وهــل بالقـبر أغـلى من الكفنْ
ومــا أبهـظها ونحـن نعـيشها ‏
ونرى هلاك النفسِ في رحى الزمنْ
فلا تـسَـلْ عن سر خلق مؤقـت ‏
أكـان له معـنىً أم أنـه ســدىً
فـإن جـوابا منهـما لن يفـيـدَنا
ولن يوقيك علم السرِّ من رشفة المحنْ
فمد بكأس الوهم فالظـن لا يـُـظنْ ‏
حتى يـُغشـَّي العينَ حقٌ من الوسنْ ‏

كردفاني ‏
‏2000 ‏

....

لما كنت شاعر (4)

لــهو

إذا ما نخر اليأس قلب الشاعر ، تبدى له سراب من الأمل هو خيال اللقيا وأحلام التصابي ‏والنزق ..فكتب يُسرِّي عن نفسه ‏

حدثي ليلتي بالحديث الطريف ِ ‏
نتناسى قاسيات الظروف ِ
وأبعثي بالغيد من كل فج ‏
يقبلن بالدانيات القطوف ِ
صدرهن ملء يميني ‏
والموت فيهن دون العزوف ِ
يرشف الردف من بعض سحري
جاد من عاذبات الرُّشوف ِ
مقبل نحوي ويدبر عني ‏
صارخ الهمس جذل الحفيف ِ
لا يعبأ الحب ضوء النهار ‏
فهو منه عين كفــيف ِ
قربي يا غاد شهدك مني ‏
تاق للغمس منه رغيفي ِ
جسدي منك حبل وريد ‏
ينذر البين حتم الحتوف ِ
فقربي يا غاد حسنك مني
ما أجمل الليل قرب الرديف ِ
واذكري حسن الشباب إذا ‏
ما دعاه صوت الخسوف ِ
وإذ ذبل الغصن فى كف ريح
طار يقفو مياه الخريف ِ
فقربى يا غاد ثغرك منى ‏
واعكفي ما أطلت وقوفي ‏

‏1998‏


....


لما كنت شاعر (3)

لا

لا يؤنِسِ الكأسُ في الظلام ابتسامَا **** ولا عزاءُ القبرِ كـُثر النَّدَامىَ
ولا الشعرُ يحيي رفاتاً **** من الرُّوح إن تداعت حُطامَ
ولا القلب يشرق حُـلماً **** وكسوف الغيب يُبقي الظلامَ ‏
ولا انتحاب الذبيح يُرجِيِ نجاة **** ولا احتباس الدمع يُفدي المُلامَ
لا ولا يؤلمِ الكفَّ شوكٌ **** ولا يدميَ الرَّاحَ شيء إذا ما ‏
أوحش النفسَ رسفُ زمانٍ **** أستطابَ العذاب فيه مُـقامَ

كردفاني مارس 2011‏

.....


لما كنت شاعر(2)

كفر الشعراء
يسطر الشعراء في الدنيا المعاني
وتحدد الدنيا مجازات الكتابة
فأضحى الحق بينهما غريباً
وصار الزيف أركان الخرابة
فعلِّي القدح إن العمر يمضي
ودع عنك التفلسف والكئآبة
فلا قلم يعيد بناء هدْمٍ
ولا الدنيا بكاشفة حجابا
‏*‏
علِّ القدح وازهد في الجمالْ
فدنيا الخمر من ألق الخيالْ
لها مُـتَجـدَّدٌ في كل حالْ
فما ملت إذا ما القلب مالْ
ودع للشعر ندماءً ثقالْ
فما قولا يغادر ما يقال
‏*‏
علي القدح فالدنيا سواء
وخلي الوهم دنيا الشعراء
لقد وهموا بأن الشعر ربٌّ
ومن نظموا الكلام لأنبياء
فعرَّى الشعر جهلهمُ بدنيا
وفوق الجهل كفرٌ بالسماء
فعلي القدح وادني بالغواني
فصفوُ القول من نظمِ النساء

‏2001م المنيب/الجيزة




.....


لما كنت شاعر

قنوط

‏ مُدِّي إلىَّ بكأس المطرب المرح ِ ‏
‏ وادني إليَّ بشهو النفسِ واقترحي
‏ إن الأماني وإن عزَّت بمقدمها ‏
‏ فإليَّ عنها وعزيني بمنشـَرَح ِ
‏ ما أقنط النفسَ إلا بينُ غايتها
‏ وباعد الغيبُ بينَ الرُّوح والفرح ِ
‏. . . ‏
‏ مدي إليَّ بزيف الكأس واقتطفي ‏
‏ لوثة العقل من مُرّ بمرتـَشـَفي
‏ هي الليالي غناء بأدمعها ‏
‏ كئيبة السير ظلماء بها غرفي
‏ أزرع الخطو دونما سُبـُـل ٍ
‏ أقلـِّب الفكر بين الحقِّ والزِّيـَـف ِ
‏ فلا ألفينَّ سوى بذلٍ لمجتهر ٍ
‏ بالجهل بذلا أو منعا لمُحترف ِ
‏ كأكذب العلم إذ غابت وسائله ‏
‏ وكحكمة المرء بين العُجز والخرف ِ

القاهرة – الهرم 2005 ‏


.......

*_أمل الكردفاني/ شاعر سابق_*

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى