وساط جيلالي - العولمة و قلعة السراغنة..

كنا وحيدين ذلك الصباح في ذلك البار الصغير المنزوي في أحد الأركان - إذا ما استثنينا البارمان والنادلة والشيخ الذي يجلس في الظل أمام زجاجة بيرة - في البداية كان هادئا، أنيقا في بذلته السوداء، يضع أمامه أوراقا كثيرة، أحيانا يمعن في القراءة، ثم يمعن في الكتابة، ثم يتوقف لحظة ويبدو أنه يغكر في أمر ما، قبل أن يطلب زجاجة أخرى .
كنت أنظر نحوه لأنه لم يكن عندي ما أقوم به، لكن حين كان ينظر باتجاهي كنت أحول نظري إلى اتجاه آخر .
لكن في لحظة من اللحظات وكانت قد أصبحت أمامه زجاجات كثيرة فارغة، بدأ يخاطبني وكأننا صديقان :
- أنا أستاذ جامعي، وقد دعتني إحدى الجمعيات بقلعة السراغنة لألقي عرضا حول العولمة، هل تعرف قلعة السراغنة؟
- مدينة جميلة، وسكانها طيبون .
- ليس لدي أي مشكل في ما يخص العرض، لكنني حائر في العنوان . يجب أن يضعوه في اللافتة .
وبقينا نفكر في عنوان العرض، كلما اقترحت عليه عنوانا لا يروقه، وأصبح كثير الحركة، يقف ويأتي ويذهب، وخرج قميصه الأبيض من تحت سرواله، واندلقت عليه بعض قطرات النبيذ .
وحين تعب جمع أوراقه ثم وضعها في حقيبته، أدى ما لديه، وقبل أن يغادر قال لي :
- العولمة وقلعة السراغنة، ما رأيك ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى