زكريا الشيخ أحمد - أريدُ أنْ أموتَ فارغاً.. شعر

حين أموتُ لا أريدُ لروحي
أنْ تصعدَ للسماءِ .
أريدُها أنْ ترتطمَ بصخرةِ صوانٍ
ثمَّ ترتدَ عنها ككرةٍ مطاطبةٍ
و تنبتَ كغرسةٍ صغيرةٍ
في مكانٍ ما على أرضِ الله الواسعة .
أريدُ لصوتِ ارتطامِها
أنْ يمرَ على أوجاعِ الفقراءِ و المحرومين و يدمرَها ،
كما تدمرُ الأعاصيرُ و العواصفُ القرى و المدنَ و كلَّ الأشياءِ .
أريدُ لصوتِ ارتطامِها
أنْ يتصاعدَ صوبَ السماءِ ،
و يتكثفَ هناكَ كغيمةٍ كبيرةٍ
و يهطلَ منها مطرٌ غزيرٌ ،
يسقي تلك الغرسةَ الصغيرةَ ،
يظلُّ يرويها حتى تصبحَ شجرةً كبيرةً ، كبيرة جدا ،
يتفرعُ عنها ملايينُ الأغصانِ .
أريدُ أنْ يأتي إليها الفقراءُ ليعلقوا أحلامَهم
و يأتي إليها العشاقُ ليعلقوا أمنياتَهم ،
يأتي إليها كلُّ المظلومين في العالمِ
ليصرخوا نحنُ هنا أيتها السماءُ .
حينَ الموتِ ، أريدُ أنْ أموتَ فارغاً
بروحٍ مزدحمةٍ .

زكريا الشيخ أحمد
٢٦ / ١ / ٢٠١٧

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى