مسعدة اليامي - أوراق شرعية!!

ظلت تدور داخل نفسها محاولةً قراءة واقعها المؤلم لازمت الصمت إلى أن انفجرت في وجه التهمة التي وجهت لها دون وجه حق توجهت بعد تلك الثورة إلى غرفتها التي تضم أحزانها أغلقت الباب بعنف تشقق لها جدران قلبها المسكون بالوجع وقفت أمام المرآة ظلت تنظر إلى جسمها الذي أزداد نحولاً بسبب القهر الذي دُفنت بداخلهُ رغماً عنها رضخت إلى وئد عواطفها التي كتبت على الأوراق التي لوثت حياتها بورقة شرعية . لطم والدها يدهُ كفاً بكف قائلا: ( خبل) سمعت ما قالهُ عنها ألا أنها ترفعت عن الرد ما أن خلت بنفسها حتى اعترفت بجنونها فلو كانت نصف عاقلة لما قبلت بذلك الزواج الغريب فكيف تتزوج إنسان منحرف همه الوحيد المبلغ المادي الذي يقبض على أنفاسهُ من بنك التسليف لتدرك بعد فوات الأوان أنها سلعة رخيصة بيعت بسعر زهيد ظلت تنظر إلى ورقة طلاقها التي علقتها على الجدار بجوار ورقة صك الزواج الذي لم تعرف منه سوى أسمه! تجهم وجهها من شدة الغضب فحملت حذائها وظلت تضرب تلك الأوراق بثورة الحمم التي تسكن جسدها أفرغت ما في داخلها في سلة المهملات التي كانت بجوار ( التسريحة ) راودها الشك بأنها حامل وتلك نبوءات الأيام الأولى فرحت بذلك الخاطر توجهت إلى دولاب الملابس أخرجت فستان الزفاف وضعتهُ على السرير أخرجت الحذاء والإكسسوارات و طلبت من الخادمة أن تعد لها ( البخور ) فهي تريد أن تحتفي بعيد زواجها ! أخذت ترقص على أغنية محمد عبده إلى أن تورمت قدميها شعرت بعد ذلك بدوار سقطت على الأرض سالت دمائها على الأرض ملوثة فستانها الأبيض دخلت الخادمة تحمل في يدها المبخرة سقطت جمرة لم تنتبه لها هرعت تبحث عن سيدها لتخبرهُ بما حدث لمريم وصلت إليه بأنفاس متقطعةً وقبل أن تشرع في أن تخبره بما حدث تصاعد لهب الحريق في أرجاء البيت حضر الإسعاف مع رجال الإطفاء الذين انتشروا في البيت مثل النمل نقلت سارة إلى المصحة في حالة مزرية ظلت في العناية المركزة شهراً كامل فارقت بعدها الحياة بينما ظلت الورقتين الشريعة سليمة لم تأكلها الدابة !


عن نادي القصة السعودي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى