إدريس زايدي - أَغَارُوا عَلَى حُسْنٍ.. شعر

هُوَ اُلشِّعْرُ بِاُلْأَحْزَانِ مَا ضَلَّ صَاحِبُهْ = فَكُلُّ اُبْتِسَامٍ إِنْ أَتَانِي أُُجَانِبُهْ
لِأَلاَّ أَكُونَ اُلْعَيْنَ تَقْصُرُ عَنْ خَنَا = وَقَدْ عَلِمَتْ نَفْسَ اُلزَّمَانِ مَخَالِبُهْ
أَخَالُ جَدِيدَ اُلْفَجْرِ يَحْتَالُ حَالِماً = يُفِيقُ وَمَا فِي اُلصَّحْوِ شُدَّتْ مَطَالِبُهْ
يُرَاوِدُ بَحْرَ اُلْمَاءِ يَسْتَعْذِبُ مَوْجَهُ = وَيَمْكُثُ فِي مَدٍّ وَجَزْرٍ يُغَالِبُهْ
وَمِنْ نَشَرَاتِ اُلشَّرْقِ نَاقَةُ مُدْلِجٍ = بِهِ شَدَهٌ يَحْتَارُ أَيْنَ مَعَايِبُهْ
هُنَا وَهُنَاكَ اُللَّحْنُ سَاءَ بِعَزْفِهِ = وَقَدْ سُلِبَتْ نَايٌ لَهُ وَجَوَانِبُهْ
بِأَرْضٍ كَمَلْهَاةٍ ، لِيُوسُفَ إِخْوَةٌ = أَغَارُوا عَلَى حُسْنٍ فَنَادَتْ غَيَاهِبُهْ
إِذَا طَلَعَتْ شَمْسٌ تَبَدَّلَ عَاصِمٌ = يَسُوسُ دُرُوبَ اُلطِّينِ جَهْماً مَضَارِبُهْ
يُطَارِدُ طَيْراً لاَذَ بِاُلصَّخْرِ خِيفَةً = وَيَخْشَاهُ أَنْ بَيْنَ اُلْجَنَاحِ عَوَاسِبُهْ
كَأَنَّ رِقَابَ اُلْمُسْتَخْلَفِينَ بِأَرْضِهِ = إِلَى جُزُرٍ يَمْشُونَ أَنْ دَلَّ قَارَبُهْ
فَمَا بَيْنَ حَدَّيْنِ اُسْتَشَاطَ قَائِدٌ = وَمَا بَيْنَ بَحْرَيْنِ اُسْتُثِيرَتْ مرَاكِبُهْ
فَكَيْفَ لِنَبْضِي دُونَ وَجْعٍ أَحُثُّهُ = عَلَى اُلْبَسْمِ، وَاُلْبَسْمُ اُعْتِلاَلٌ مَنَاقِبُهْ
إِنْ جِئْتُ عُجْباً لِلْمَطَالِبِ حَافِياً = تَجَاوَزَني نَحْوَ اُلطِّلاَبِ عَجَائِبُهْ
فَلاَ بَسْمَةٌ تَجْرِي لِحَالِ ضَنِينِهَا = وَقَدْ حَكَمَ اُلْقُدَّاسُ مَا اُلْحُكْمُ سَالِبُهْ
دَخَلْتُ بِلاَدَ اُلعُجْمِ أَسْأَلُ عَنْ نَبِي = فَسَاءَ اُلَّذِي لَمْ يَسْأَلِ اُلْوَحْيَ حَاجِبُهْ
تَطَاوَلَ نَحْرِي مَا اُلْجِنَايَةُ أَعْرَبَتْ = وَدَلَّ شُرُوقُ اُلشَّمْسِ أَيْنَ مَغَارِبُهْ
أُُُنَادِي فَيَأْتِي نَاذِلٌ رَتَّبَ قَدَّهُ = يُسَامِرُنِي كَاُلظِّلِّ خَفَّتْ تَرَا ئِبُهْ
فَقُلْتُ لَهُ إِنِّي عَرَبِيُّ سُمْرَةٍ = فَمَدَّ بِنِصْفِ اُلْعَيْنِ شُرْباً يُجَانِبُهْ
كَأَنِّي عَلَى اُلْأَوْزَارِ جِئْتُ لِأَرْضِهِ = وَأَرْضِي لَهُ فِي دَارِ مَيَّةَ حَاطِبُهْ
أَطُوفُ بِعَيْنِي، مَا رَأَيْتُ اُلَّذِي هَدَى = وَقَدْ قُدِّرَ اُلْحُسْبَانُ، مَنْ ذَا يُحَاسِبُهْ
لَعَنْتُ مَجَازاً فِي اُلْمَصَايِدِ كُلِّهَا = وَأُخْرَى لِصَيْدِ اُلنَّائِحَاتِ تُطَالِبُهْ
فَمَا سَكَنَتْ أُولاَتُ حَمْلٍ خِضَابَهُنْ = وَمَا كَانَ فِي اُلْأَحْشَاءِ مِنْهُنَّ رَاغِبُهْ
تَبَارَتْ مَوَاوِيلُ اُلرِّثَاءِ بِدَارَةٍ = وَأَجْهَشَ بِاُلدَّمْعَاتِ مَنْ لاَ يُحَالِبُهْ
كَأَوَّلِ غَيْثٍ يَرْتَدِي بَهْجَةَ اُلرُّبَى = يُطَارِدُ فَصْلاً فِي اُلْغَمَامَةِ غَاصِبُهْ
فَهَذَا كِتَابِي قَدْ مَنَحْتُ جِرَارَهُ = تُقُبِّحَ أَنْ فِي اُلذَّارِيَاتِ أَعَاتِبُهْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى