أشرف قاسم - لأِنكَ ما زلتَ أنتَ الإمام..

إلى الكاتب والمترجم الكبير السيد إمام


لِسيِّدْ إمامْ
لِوجه الحضارةِ حين يُطِلُّ
كشمسٍ تغنِّي وراءَ الغمامْ
لكفٍّ ترشُّ على الكونِ عطرًا
من الحُبِّ
في زمنِ الانقسامْ
لِوجهِ " دمنهورَ"
حين يصافحُ كلَّ البلادِ
كأغنيةٍ مِن هديلِ الحَمامْ !
* * * *
رأيتُكَ يا سيِّدي ذاتَ صيفٍ
تشكِّلُ مِن طِينةِ الفقْدِ
صومعةً لِلذين أتوا مِن بلادٍ
سَباها الظلامْ !
فَأَدْفَأْتَهُمْ مِن لهيبِ الحروفِ
وأطعَمتَهُمْ مِن
حروفِ الكلامْ !
رأيتُكَ تُحيي مَواتَ البلادِ
وترسمُ بِالحُبِّ وجهَ السلامْ !
* * * *
رأيتُكَ - إذْ كُنتُ طفلًا -
بمقهى المسيري
تجالسُ كلَّ الكِبارِ
تجوبُ بحارَ الكلامِ
وتوقظُ بِالوحيِ سِرْبَ النِّيامْ
وتكتبُ لِلقادمينَ الوصايا
وحُلمكَ كالطفلِ بين الحَنايا
شموعًا على الدربِ
تهدي الذين اسْتَبَدَّ بهم
الانهزامْ !
فكنتُ أُرَدِّدُ ما بين نفسي :
إمامٌ .. إمامْ !
* * * *
فيا سيِّدي
رُبَّما لم نكنْ مثلما كنتَ تحلُمُ
رُبَّما أَحْبَطَتْنا السنينُ العِجافُ
وأَرْدَتْ خُطانا إليكَ السِّهامْ !
ولكنَّنا - نحنُ جيلُ الحيارى -
نراكَ كبيرًا
عَلِيَّ المقامْ !
لأنكَ لازلتَ أنتَ الإمامْ
لأنكَ ما زلتَ سيدْ إمامْ !!

أشرف قاسم

---------------------------------
من ديوان الجديد " من أغاني الفتى القروي "

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى