محمد العرادي - رسائل بارده ..! / وأول نص

عندما تحثي يدهم الطويلة البارود في وجهي وأتبخر
سأتمنى أن أكون شجره ../ لتنامي في ظلي ..!

..
..

تفرك عينيها ، بصوت المذياع ..
أخبار الحرب ..

تسمع وتشمّ كل شيء
الغبار الذي تثيره أحذية الدبابات ، غناء صافرات الإنذار ، النكت السخيفه التي يتبادلها الأسرى
البدل العسكرية المنسوجة من العطور النسائية الرخيصة ، مايرويه الضباط عن آخر قطعة حلوى ابتلعوها
إلاّ اسماء المفقودين أو من قُتل ، فهي تعلم أن شجاعته لا تسمح له أن يعيش كثيراً
تغلق أزرة صدرها بعد أن عبئته بـ أحاديث الحرب ، متأكده أن احداً لن يخبرها بموته ولن تسمح له
تحمل ماتبقى من قلبها ورئتيها بإتجاه صندوق البريد ، كانت عبئتة برسائله القديمة بعد أن توقفت رسائله عن الوصول ..!

في الخارج صوت الطائرات يسخر من الناس ، أدخنة الإنفجارات في السماء تأكل الضوء
مشت على الحشائش بقدميها العاريتان من الأحذية والخطوات وكأنها تطير ..!

صرير باب صندوق البريد ..
هو فقط ما تحتاجه لتقبض عليه ، ليجلس بجوارها مجدداً

حبيبتي ،
لا اجد الفرصة لأكون معك
لدينا الكثير من الموت
الجيش يتآكل ، لا تصدقوا المذياع البمتل بـ/ إبريل ..!

لا تصدقوا الأغاني الوطنيه
أدعوا لنا الله
ولا تخافي ..
لن أموت ، إما أن أعود أو أنتقل لحياة أخرى

نسيت ، إن تعلمتي الحياكه دون وخز نفسك إصنعي لي شالاً دافئ ولفيه على عنقك

والسلام عليكم ..

لا تكف عن قراءة هذه الرساله ، وكل مره تعتقد أنها ستجد كلمات مختلفه ..!
تعطرها و تدسها بحرص في الظرف ، لتعيدها فيما بعد لصندوق البريد ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى