ميلود خيزار - أوّل الـمِلح (1)..

1
سَمكتانِ مُملّحتان بالدّمع،
هُما عيناها
و هُما كلُّ صيدِ الانتظار المرير
- زوجةُ ذلك الصيّاد
الغريق.
2
الـمِلحُ
كاستعارة لداء الأبديّة.
3
سأدسُّ بذرةَ ملح
و أراقبُ زهرةَ السَّهرِ، تتفتّحُ
في حديقة عَينيك.
4
رُوحُ الـمِلح
تَرقصُ كالرّغوة
و قد ضاق بها تَفتُّتُ
مَعدن القصيدة.
5
كان صيدُ جَدّي الأوّلُ
سرعان ما يَتعفّنُ في المغارة
قبل أن تكتشف جدّتي
سِحرَ الـمِلح
و تَفقِدَ سُلطتـَها.
6
الـمِلحُ يَمتصُّ طاقةَ الجِنِّ الفائضةِ
عن حاجة الإنس (و الأُنس).
7
تَيمُّنًـا بميراثِ الـمِلح
و كنايةً عن بَياضه،
يَـهتفُ قاموسُ الحُبّ بالأنثى:
أيّتـُها "الـمَليحة".
8
لا تلتَفتْ، أيّـها السُّؤالُ الفُضولـيُّ
كي لا تُصبحَ عَمودًا
من الـمِلح.
9
يَجَـرَّدَ الـمِلحُ من مائهِ
بضربة شمس.
ليقضي عُمرَه عاريا و عطشانا،
عند ضفاف الحنينِ
إلـى الـماء.
10
مُملّحُ الرّوح
كعاشقٍ روماني
عاثرِ الحَظّ.
11
الطّريقُ شاقّةٌ و طويلة
أيّـها " الـمِلحُ الـمُقدَّس".
12
ما شأنُ الجسد بملح الطّعامْ
و هو ملحُ الكلامْ.
13
كلُّ الأطعمة الشّهيّة
بما فيـها تلك التي تغلي على نار هادئة، كالرّغبة.
مُمتَنّةٌ و مَدينةٌ
لـمِلح يَديكِ.
14
كشجرة أثَـل
تَلبَسينَ بياضَ الـمِلح
فيُغريني الصّعودُ إليكِ
كماء
و الرّكضُ في ريقك الأحمر
كحُمّى.
15
هذا البياضُ الباذخُ
هو كلُّ ما أبقَتهُ السَّبخةُ
من نصّ الشّتاءْ.
هو كلُّ العزاءْ.
16
أحيانا، أغمضُ جفنيَّ
بقَدْرِ مَمرٍّ سرّيٍ لقوافل الـملح
ناعيًا
موتَ الطُّرق.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى