فصة قصيرة : الكيلاني عون - هكذا كسبتُ صديقاً تحت الرصاص

اشتريتُ دجاجةً للعشاء وزيّنتُ الكيسَ ببعض الخضار ، ولا أدري لماذا وضعتُ علبةَ التبغ بين مواد الوجبة ، كنتُ عائداً أوَّلَ الليل على قدمين منهكتين بجثث الحجارة وحفر الطرقات ورغم ذلك تخيَّلتُ أشجاراً كثيرة لا وجود لها ولم أُفوِّتَ تحيَّةَ جارٍ قديم تصالحتُ معه بصعوبة بعد أعوام من تبادل مقاسات الشجب والاستنكار ، سرتُ سعيداً بحمولتي لكنَّ الرصاص بدأ ينهمر من جهاتٍ عديدة ولفظ الاستقرار أنفاسه بدون مقدمات وبدأ ركض الناس في كل الاتجاهات ، فجأةً خطف شابٌ ثلاثيني الكيسَ وهرول مبتعداً بينما هرولتُ إلى منزلي لأحتمي من الرصاص .
وأنا أفتح الباب ركض باتجاهي ذات الشاب الثلاثيني طالباً الحماية وهو يحتفظ بكيس الوجبة ولأنه لم يتعرَّف إليَّ لم تباغته الصدفة .
جلستُ معه تحت الشجرة وقلتُ له : ألم تعرفني ؟
قال : لا ، وشكراً على إيوائي حتى يتوقّف الرصاص .
قلتُ له بدون انتظار : هات الكيس لنجهِّز العشاء وبالمناسبة اعطني علبة التبغ .
هنا لم يجد ما يقوله سوى أن ينحني خجلاً وأراد الخروج لكنني طلبتُ منه الصبر حتى نتناول العشاء .
حدَّثني عن ظروفه القاسية وحدَّثته عن حبي للأشجار .
هكذا كسبتُ صديقاً تحت الرصاص .



* عن بلد الطيوب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى