خيرة جليل - هل هذا الاقصاء ممنهج أم أنه من سوء تدبیر المشرفین علی القطاع الثقافی بالمغرب؟

علق الیوم السید اللغافی محمد رٸیس جامعة المبدعین علی صفحته :”للأسف للمرة الثانية يقصى طلب جامعة المبدعين المغاربة المتعلق بالاستفادة من رواق بالمعرض الدولي للكتاب ، وقد رفعنا الطلب يوم 26 /9/ 2019 مرفوقا بقائمة الاصدارات التي فاقت 100وملف الجمعية القانوني ، ولم يتم الرد ، واتصلنا بالادارة عبر الهاتف وقيل بأنهم سيراجعون الملفات وسيتم الرد مباشرة عبر الهاتف / حيث سجل المسؤول رقم هاتفنا ، وبعد انتظار طويل حاولنا الاتصال مرة أخرى لكنهم لم يردوا على الهاتف، بمعنى أنهم سجلوا رقم هاتفنا لكي لا يردون على مكالمتنا على ما أعتقد، ربما هناك معايير لا نعرفها ، ربما هناك شروط لا نعرفها ، كل المبررات وضعتها في الحسبان ، على الأٌقل كان عليهم الرد بالرفض مع مبررات ، ونتقبلها بصدر رحب ، في السنة الفارطة تم إقصاء الجمعية بنفس الأسلوب ، وحينما زرنا المعرض ، كانت هناك أروقة فارغة ، لم يستغلها أحد، ناهيك عن بعض الأروقة التي منحت لبعض الجمعيات حديثة الولادة ، ونحن لسنا ضد منح الجمعيات كيفما كانت حديثة أو متقادمة ، فقط نضع علامة استفهام حول تهميش طلبنا ، وأعتقد أن هذا الإقصاء لا يعلمه السيد الوزير ، قد يكون ممنهجا من طرف الموظفين المخول لهم إدارة المعرض ، لهذا نحتج ونقول لهم بأننا نحن مواطنون أبرارا نخدم الوطن ثقافيا بدون دعم ولا أجرة شهرية ،كما يتقاضاها الموظف الذي همّش طلبنا ، ولم يسبق لنا الدعم من أية جهة ، نحن كذلك لدينا منشورات يحتاج مؤلفوها إلى توقيعها في المعرض السنوي ، وإقصاءنا هو إقصاء لتجارب إبداعية تشق طريقها وتريد أن تحتفي بالكتاب ، فكفى من تهميش الجمعيات التي تشتغل في الهامش ،“
قد یکون هذا التعلیق علی الاقصاء لدی البعض عادی ولدی البعض الأخر یمثل صرخة من صرخات المثقف المهموم بقضایا وطنه الثقافیة . لکن هذا یفتح الباب علی مٸات الأسٸلة التی تقض مضجع الفٸة المثقفة المتطلعة لتغییر الوضع الراهن ومنها : هل هناک فعلا دیمقراطیة فی تدبیر الشٶون الثقافیة ببلدنا ؟ هل هناک فعلا شفافیة فی التعامل مع الشأن الثقافی والمثقفین؟ الی ای حد نستطیع أن نقول أن المثقف الجاد یستطع ان یلج الاوساط الثقافیة دون حیف او اقصاء؟ هل فیروس الوساط مستفحلا بوطننا الی هذا الحد ؟ ما الفرق بین الجمعیات حتی نجد بعضها مغمورا بالرعایة الوزاریة والبعض الاخر یتم اقصاءه حتی من المشارکة فی سوق قد لا تسمن ولا تغتی الناشر والمثقف علی حد سواء؟ هل الجهات العلیا المسٶولة علی الثقافة علی علم بما یحاک بکوالیس وزارتها ؟ الا یعتبر هذا الإقصاء اغتیال لإرادة المبدع الجاد والطموح ؟ ما هی معاییر الانتقاء ؟
أسٸلة کثیرة ومحرجة لمن یملک ضمیرا حیا بوزارتنا الموقرة کما ندعوها لتجیبنا علیها ولو من باب التسلیة حتی نکون علی بینة بما یجب علینا القیام به ؛ أم ان الأمر ضد مصلحة نخبة تحاول ان تبقی مستحوذة علی دوالیب الثقافة ببلدنا ؛ علما أن صاحب الجلالة ایده الله ونصره کان جد حریص علی توفیر جمیع الألیات اللوجستیکیة والبنیات المجالیة للمثقف المغربی حتی یکون قادرا علی المشارکة فی التنمیة الثقافیة والفکریة لبلده فی اطار الجیل الأخیر لحقوق الإنسان. الأ تخجل هذه الفٸة التی تمارس دیکتاتوریتها بالقطاع الثقافی من وضعها ؟ تری بماذا ستواجه صاحب الجلالة ان تمت مساءلتها عن سبب اقصاء النخبة الجادة من المشارکة فی الحدث الثقافی المهم ؟
علی العموم نسال الله ان یعجل بکشف المستور وتعریة الواقع حتی لا نظل سجینی الإرادة الثقافیة ولا نظل لاجٸین ثقافیین بوطننا أو أن نفکر فی هجرة دولیة تارکین الجمل بما حمل...

خیرة جلیل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى