مروى بديدة - غدا.. شعر

غدا
في فجر كلاسيكي أخاذ
حينما تضيء الدروب و تلمع أفنان الغاب بسحر خفي
سننجو أنا و أنت
بعد أن توهنا الخراب الرحيب الذي ظنناه حبا
بعد أن مشينا طويلا و نفوسنا مثقلة بلذة عنيفة
حين أضاعتنا اللقاءات الصاخبة في المطارح القصية
و أنت تمد يدك الطاهرة لتجرب الأذية و الجموح
حين كانت رؤوسنا تميل في الحر بلا قبعات
تهدهدنا شمس حارقة
و في ظل وهمي نستريح
تركنا خلفنا حنانا عائليا و وجبات جماعية على الطاولات السعيدة
رمانا الشغف في بلاد بعيدة و غير آمنة
لا نفرق فيها بين الألعاب النارية و المتفجرات
تحجبنا المداخن العالية عن سماء نورانية
بنفوس مندفعة و لئيمة
ضعنا حيث ضاع بشر بلا رصانة
و سيرتنا الجاحفل كجند مطواعين
يقودنا سيد محنك على جواد حرون
يسميه المغفلون كما يشاؤون
و نحن كنا نسميه حبا .
إذ أطلقت عليك النار ألف مرة
و أصبتك برصاصات نادرات
ظننت أنني أتودد إليك و أحرسك
لكنني قتلت أغلب ما فيك دون إفتعال
و الكل من حولنا يقتل أحبابه
و يتوه بلا حساب
بعد أن تمرن النسوة على وضع القرمز و الصدريات بموديلات مخيفة
و إتخذ الرجال مواقف صارمة من الإحتشام و عذبوا وجوههم بشفرات حلاقة غريبة الطراز
و كلهم ابتدعوا جرائم ناعمة يحرفون أسماءها
و يتبارزون في الساحات العامة
بنشوة معقدة و مسلسلات فاضحة
يتوجونها بالزواج و الطلاق و ألبوم صور تساورهم منه الشكوك والأحزان .
مشينا في طريق لا يخصنا
فسرى الألم جشعا في عظامنا و إنقشع الضوء من ارواحنا
هكذا حين نمشي و لا نعد خطانا
نبتهج بالأخطاء الفادحة
و تتضخم قلوبنا بالفرح العشوائي
فندفع كلفة باهظة
لنجرب إذن المشاعر الشحيحة ذات الجدوى
كان علينا أن لا نسرف في الغراميات بإستهتار مريع
كان علينا أن نمضي قدما دون أن نتجاوز المدى
و نسير بلا مكابح ...
نتفوق على الموت و النهايات الوعرة
غدا
سننجو أنا و أنت
وقتما نتعلم بأعصاب مشدودة
كيف لا نمضي في دروب ليست لنا



مروى بديدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى