عبدالرحيم التدلاوي - بين استراحتين..

حضرت في الواحدة إلا أنا.
حضرت في الموعد المحدد والتحقت بالمكان المناسب وبقيت كشاة بلهاء تترقب ذات اليمين وذات الشمال والعيون الشبقية تطاردها؛ الأكيد أن رائحة أنوثتها قد فاحت؛ فحركت في النفوس شهوة التفاح. فاحت فأخرجتهم من روتين القعود الضاج بالخواء، ومتابعة العورات بتشه مجهض..قد يكون للدجينز دور في رفع لهب الاشتهاء والأدرينالين معا، فالتصاقه بالجسد أبرز معالم الردفين الممتلئتين، وقد يكون لصدرها النافر تأثير سحري على النفوس، وقد يكون لشعرها الطويل والفاحم دور هو الآخر، فحين تحركه الريح يبعث رسائل عطر تهز القلوب هزا، وقد يكون لقوامها السامق دور في نبض القلوب المتعطشة..والأكيد أنها كلها عسل يريق الريق من الأفواه الفاغرة. نافورة ضوء هي. لو وضعت أذنيك على صدر المقهى لسمعت زفرات حرى تأتي من أعماق نفوس مكلومة.
كانت تحمل بمينها سلة خبز وعنب. وعن يسارها كلب انتظارها مكشر عن أنيابه؛ بينما كنت في حلقة أتابع الحكواتي وهو يتعدث عن شهلاء. من أين أتى بهذه الصفة؟. سأبحث عن معناها في القواميس والمعاجم والموسوعات وبين الشهوات النائمة والمستيقظة بلا لعنات. قلت تحدث عن شهلاء أتت في الموعد متوجسة من العيون الشبقة التي تطارد فراشات أنوثتها. تكاد تنهش بوحشية رجل بدائي منابت حسنها.. كنت أستمتع بالحكاية وهي تقود الصمت إلى حتفه. شعرت بحكة في فخذي، أدخلت يدي في جيبي لأجد رسالة نابحة، فتحتها فلم أجد سوى بياض متوحش يكاد ينهش فراغي..وفي أسفلها وفي ما يشبه التوقيع، لسان قرمزي.
وما هي سوى لحظات حتى أسدل الله رداء الليل على المشهد الأول. لتبقى القصة مبتورة اللقاء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى