أدب السجون حسين سرمك حسن - مقدّمة كتاب “ من أدب السجون العراقي”* للناقد “حسين سرمك حسن” (ملف أدب السجون العراقي

*ملاحظة: صدر الكتاب عن دار الشؤون الثقافية في بغداد- العام الماضي

لقد أكملتُ الجزء الأول هذا من مشروعي النقدي عن أدب السجون العراقي في 20/8/2009 ، ونشرتُ فصولا منه في الأعوام 2009 (الفصل الأول) ، 2010 (الفصل الثالث ) ، و2011 (الفصل الرابع) . وكنت قد نشرت مادة الفصل الخامس : الجلّاد العاشق كمقالة نقدية مستقلة تحت عنوان من أدب السجون العراقي في عام 2005 في صحيفة الصباح العراقية ، وقبلها الفصل الثامن الذي كان جزءا من مخطوطة كتابي ” القدّيس المعصوب ” عن الراحل الكبير يوسف الصائغ والذي أنجزته عام 2004 ، ومادة هذا الفصل هي التي أشعلت اهتمامي بموضوعة أدب السجون العراقي بدرجة أكبر بعد أن تناولتُ محنة السجن والأسر في أطروحتي لنيل رسالة الماجستير في الطب النفسي من جامعة عين شمس في القاهرة وكانت بعنوان : ” المشكلات النفسية لأسرى الحرب وعائلاتهم ” الذي صدر في كتاب عن مكتبة مدبولي في القاهرة عام 1991. وفي مرحلة التهيّؤ والإعداد لهذا المشروع كان لزاما عليّ مراجعة ما كُتب “عن” و “من” أدب السجون في العراق . وقادني هذا الأمر بالضرورة إلى إلقاء نظرة على ما كُتب في هذا المجال في البلدان العربية الأخرى فلفتت انتباهي مجموعة من الملاحظات المهمة أوجزها بما يلي :

(1). ما كُتب في الأدب العراقي عن تجربة السجن يُعد من بين الدول العربية الأقل كمّاً بين الأقطار العربية البارزة في النشاط السياسي والثقافي . وقد يكفينا القول إن أجنحة دورة معرض القاهرة الدولي الثامنة والأربعين للكتاب لعام 2017 شهدت 30 رواية من أدب السجون لم يكن بينها رواية عراقية واحدة في هذا المجال. وفي موقع سوري واحد وجدت أكثر من خمسين عملا عن تجربة السجن بين رواية ومجموعة قصصية وفيلم سينمائي (1). أمّا في الأدب الفلسطيني فهناك نهضة حقيقية في أدب السجون حيث صدرت عشرات الروايات والمجموعات الشعرية والقصصية والكتب السيرية التي تكشف عذابات السجين السياسي وآلامه الباهضة. وما يلفت النظر أن الكثير من هذه الروايات قد كتبها أسرى فعليون من وراء القضبان وتمّ تهريبها وطباعتها. والأكثر إثارة للدهشة وللاحترام هو أن بعض من كتبوا هذه الروايات محكوم عليهم بأحكام مؤبّدة لا تُصدّق هي أطول أحكام بالسجن في تاريخ البشرية مثل الأسير عبد الله البرغوثي (تولد في 1972م، الكويت) وهو مهندس وقائد كتائب عز الدين القسام سابقاً في الضفة الغربية، والذي يقضي حاليا حكماً من أعظم الأحكام في التاريخ بالسجن المؤبد 67 مرة، إضافة إلى خمسة آلاف ومائتي (5200) عام؛ لمسؤوليته عن مقتل 67 إسرائيلياً في سلسلة عمليات نفذت بين العامين 2000 و2003م. كتب هذا الأسير البطل مجموعة من الروايات منها : أمير الظل ، الماجدة ، فلسطين العاشقة والمعشوق ، المقدسي وشياطين الهيكل المزعوم ، المقصلة ، ومهندس على الطريق.
وقد قامت الشاعرة المقدسية “إيمان مصاروة” بتقديم جردة موجزة عن الروايات الفلسطينية المتعلقة بأدب السجون في كتابها المهم “أدب السجون في فلسطين” (صدر عام 2017) (وهي على الترتيب: ‘عودة الأشبال’ رواية عملية دلال المغربي، للكاتب فاضل يونس، و”محاكمة شهيد” للأسير وليد خالد، و”مهندس على الطريق” لعبد الله البرغوثي، و”ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي” لمروان البرغوثي، والكتاب قدّم له الإعلامي “زاهي وهبي”، و”نفحة يتحدث” لجبريل الرجوب، كما كتب أحمد أبو سليم في أدب السجون، ورواية “خريف الانتظار” للروائي حسن الفطافطة، ورواية عناق الأصابع لعادل سالم، ورواية الكاتب أسامة العيسة (المسكوبية) ، وعثمان أبو غربية روايته “طريق الجنوب” ، ومذكرات أخرس في زنازين الاحتلال لخالد الزبدة، ورواية ستائر العتمة و”في شباك العصافير” مجموعة قصصية للأسير الأديب وليد الهودلي، و”في عين العاصفة” لشفيق التلاوي، والحاسة صفر لأحمد أبو سليم، وكتاب أحمد جبارة أبو السكر، نموذج من الحركة الأسيرة في فلسطين، ورواية “سجن السجن” لعصمت منصور، و”هواجس أسيرة” للأسير الفلسطيني كفاح طافش، ورواية “حكاية صابر” للأسير المقدسي محمود عيسى، ورواية “قيود حرة” لثامر سباعنة، وحكاية الدم لزاهر جبارين، وفتح النوافذ الموصدة لسامي الكيلاني، و”حينما تصبح الضحية متهمة!” لجابر الطميزي، و”خمسة نجوم تحت الصفر” لحاتم إسماعيل الشنار) (2).

(2). يتعرض بعض المبدعين لتجربة السجن المريرة كضحية مباشرة أو يطّلع عليها من خلال آخرين تعرضوا لها، أو، أخيراً، يتخيّلها كجزء من نشاطه الإبداعي الذي يشتغل عليه والذي يستقي موارده الأولية من تربة الواقع الذي يعيش فيه بطبيعة الحال. وقد تعرّض المبدعون العراقيون لحملات شرسة من الاعتقالات والسجن والتحقيقات الشرسة والتعذيب المدمّر . ولكن تجسيد مثل هذه الأعمال قليل في الأدب العراقي برغم إدراكنا أن تجربة الإعتقال والسجن وما يرافقها من بطش وإذلال وتعذيب، هما، وهذا واقع ، من أهم مرتكزات الحياة السياسية في العراق عبر تاريخه المديد وحضاراته المختلفة وأنظمته السياسة المتنوعة، كما أن الكثيرين من المبدعين العراقيين قد تعرضوا، هم أو أفراد عائلاتهم أو أحبائهم أو من لهم صلة إنسانية بهم، لمثل هذه المحنة (الجواهري والسياب وشاكر خصباك ويوسف الصائغ على سبيل المثال لا الحصر)، وعليه فأن عجينة التجربة الساخنة هي بين أيديهم وفي جعبتهم النفسية. وهناك عامل آخر يجعل إمكانية وقوع المبدع العراقي في مهالك الإعتقال والسجن والتعذيب أكثر إحتمالاً هو أن الثقافة العراقية، وهذا جانب سلبي ينبغي عدم إنكاره، هي ” ثقافة مُسلّحة ” إذا جاز التعبير بفعل طغيان السياسي على الثقافي فيها ومن عاش الأحداث العاصفة التي أعقبت الرابع عشر من تموز عام 1958 يتذكر مسيرة خيرة المثقفين العراقيين وهم يهتفون : ” إعدم .. إعدم نترجاك .. لا تگول ما عندي وقت ” . أضف الى ذلك أن المبدع العراقي كان في الكثير من المراحل جزءً لا يتجزأ من العمل السياسي ومن كفاح شعبه في مقارعة المحتل الأجنبي أو السلطات الدكتاتورية القمعية الأمر الذي يزيد من احتمالات وقوعه في مصيدة الاعتقال والسجن والتعذيب .
فأين تكمن المفارقة؟
(3). تكمن المفارقة كما قلتُ في أن ما نُشر من نصوص عن محنة الاعتقال والسجن وما يرتبط بهما من آلام وتعذيب ومرارات قليل جداً في الأدب العراقي إذا ما قورنت هذه المحنة بتوقّع يتأسس على العوامل السابقة. تأتي في مقدمة هذه النصوص مسرحية ” الشيء ” (1966) وروايات “السؤال” (1966) و ” حكايات من بلدتنا ” (1967) و ” الأصدقاء الثلاثة ” (2006) للمبدع الكبير شاكر خصباك الذي له الريادة في وضع لبنات هذا النوع من الأدب . ورواية ( القلعة الخامسة) (1972) للشاعر والروائي فاضل العزاوي، ورواية “المسافة” (1974) للمبدع الكبير الراحل يوسف الصائغ والتي أصدر بعدها بأكثر من عقدين رواية “السرداب رقم 2” (1997) ، وقصص وروايات أخرى سوف نتعرض لها بالتحليل عبر أجزاء هذا المشروع لا تتناسب أبدا مع بلاد توصف في الأدبيات السياسية بأنها عبارة عن “سجن كبير” .
فهل تعود قلة معالجة المبدع العراقي لهذه التجربة الى عدم مهارته في تطويع مثل هذه المحن النافرة؟
هذا إحتمال ضعيف بل مُستبعد.
هل هي الخشية من الوصمة السياسية وملاحقة السلطات اللاحقة ؟
احتمال ممكن برغم اعتراض مهم عليه سوف أطرحه بعد قليل.
لكنني أعتقد أن واحداً من أهم العوامل في هذه المفارقة إذا أردنا تخريجها علميّاً هو أن بعض حالات الاعتقال والتعذيب والمعاملة الوحشية يؤدي الى اضطراب نفسي خطير يسمّى عقبى الشدائد الفاجعة-Posttraumatic Stress disorder- والذي يتمثل بالقلق الشديد عند إستعادة ذكرى التجربة المدمّرة أو وجود عوامل مثيرة مشابهة لها مثل مشاهدة فلم سينمائي فيه مشاهد تعذيب أو قراءة قصّة عن حياة المعتقلين أو رؤية رجل شرطة. يصبح الشخص وكأنه يعيش التجربة المؤلمة من جديد. وعند محاولة الكاتب استعادة تلك التجربة المهلكة وتسطيرها كتابة تجتاحه إحاسيس عنيفة وكأنه ما زال يحيا وسط أتونها ويكتوي بألسنة لهيبها. وقد تكون محاولة التجنب اللّاشعورية لمرارة التجربة واستعادة أهوالها سبباً مهماً في إبتعاد المبدع عن تسطير الخبرة الفاجعة السابقة.

(4). لقد طرحتُ مجموعة أسباب هي عبارة عن “اعتقادات” واحتمالات ، ودعونا نكن الآن أكثر صراحة ونتساءل : لو سُجن أي مواطن بسيط في قسم الأحكام الثقيلة في سجن أبو غريب الرهيب أو سجن نقرة السلمان المُرعب لأسباب تتعلق بموقف سياسي ضد الدولة ثم أُطلق سراحه ، ألا يتشرف بهذه التهمة ويظل “يجتر” – وفق لغته وتعبيراته اليومية – هذه التجربة التي جعلته “مناضلا” تصدّى للسلطة الحاكمة مهما كانت مدتها بسيطة ؟ إذن كيف يُسجن شاعر أو روائي أو قاص أو مثقف عراقي بشكل عام لسنوات طويلة في هذه السجون المخيفة ثم يخرج صامتا ولا يسطّر تجربته في نصوص إبداعية ترسَخ في عقول متلقّيه من أبناء شعبه على الأقل ناهيك عن كونها تجربة إنسانية مريرة سوف تُستقبل من قبل المتلقين في أي مكان بترحاب وتفاعل إيجابي ؟ لماذا يتعامل الكاتب العراقي مع تجربة السجن السياسي وكأنّه “يستحي” منها ويحاول ” تجنّبها ” ويستمر في عملية ” التجنّب ” هذه عقودا طويلة ؟ هل لذلك علاقة بالشعور بالذنب ؟

(5). نعم. من الناحية العلمية النفسية قد يكون لهذا التجنّب علاقة بالشعور بالذنب – guilt feeling ، وهو التعبير العلمي المكافىء لوصف ” العار ” الذي نستخدمه تقليديا ، ومنه الذنب الذي يركب ” الناجي ” من هذه التجربة في الوقت الذي مات فيه رفاق له صمدوا أمام أشرس صنوف التعذيب ؟ فالناجي من الشدائد الفاجعة يحمّل نفسه ما يُسمّى بـ “ذنب البقاء – survival guilt ” ومحوره المركزي هو التساؤل الموجع : لماذا بقيتُ حيّاً في حين مات رفاقي واستشهدوا ؟

(6). ولنسأل سؤالا آخر أكثر حدّة وإثارة وألماً : هل هناك نوع أو درجة من الإحساس بـالذنب تعتمل في أعماق المبدع “الناجي” لانهيارات وتراجعات ونكوصات سلوكية قدّمها في ظلمات التجربة القاسية وظلت أشباحها المطاردة تلاحقه في لحظات استرجاعها خصوصا حين يكون هناك أشخاص وكتّأب آخرون كانوا “شهوداً” على سلوكيات نكوصية قام بها خلال فترة السجن ؟ لسنا كائنات سوبرمانية خارقة ، ولكل إنسان – كما ثبت ذلك علمياً وبالتجربة المختبرية والحياتية – نقطة انهيار – breaking point يتهاوى بعدها ويتحطم ويقوم بأفعال لا تمرّ بعقله هو نفسه . قبل مدّة قرأتُ والقشعريرة تجتاح جسدي والألم يعتصر روحي عن طريقتين للتعذيب واحدة في ظل الحكم الدكتاتوري في الأرجنتين التي اختفى فيها حسب بعض البحوث 100 ألف مواطن لم يُعثر لهم على أثر لحد الآن ، ويتم فيها تجويع جرذ لعدة أيام ثم يتم إدخاله عبر أنبوب إلى مخرج السجين السياسي أو مهبل السجينة السياسية . وفي الطريقة الأخرى وحسب قول “جون يو” محامي وزارة عدل بوش الإبن تُسحق خصيتا الطفل الرضيع أمام أمّه السجينة السياسية المقاومة لدفعها إلى الإنهيار والإعتراف!!.
وخلال عملي في عيادتي النفسية كان يراجعني عدد من السجناء السياسيين السابقين الذين كانوا يعانون من أعراض نفسية شديدة ترتّبت على الضغوط الهائلة التي تعرّضوا لها خلال مدة سجنهم وتعذيبهم أربكت حياتهم الشخصية والعائلية والعامة. ومن خلال أحاديث وذكريات هؤلاء السجناء اطلعت على تجارب وحوادث لا يصدّقها العقل وهذه واحدة منها :
قال لي ( آ . س ) ، وهو مهندس وشقيقه من شيوخ عشيرة شمّر : ” اعتُقلت في كركوك وأخذوني إلى مديرية أمن بغداد .. وبعد شهور طويلة من العذاب وعدم ثبوت تهمة عليّ أعادوني إلى كركوك ، ووضعوني في زنزانة ضخمة مع سجناء كثيرين كان من بينهم شاب تركماني اعتُقل لأن أخاه أُلقي القبض عليه لأنه كان يشبه صورة غير واضحة التقطتها كاميرات المراقبة لشخص ألقى قنبلة على مقر المخابرات في كركوك وهرب ، ونُقل هذا الأخ إلى سجون بغداد وضاعت أخباره منذ أكثر من سنة . وبسبب كبر سني وموقعي العشائري “أنعم” عليّ السجّانون بأن أكون مسؤولا عن السجناء لضبط القاعة. ذات ليلة فُتح باب القاعة الحديدي ، وأُلقي فيها شخص بحالة مزرية جدا : نحيل جدا .. بعيون غائرة وجلد ملتصق بالعظم .. لحية طويلة تصل ركبتيه ورائحة قذرة مُنفرة . قالوا أنه من سراديب بغداد . كان لدينا تحذير من الاتصال بأي سجين جديد . جاءني الشاب التركماني وقال لي :
– أبو سيف .. هذا السجين من سراديب بغداد .. هل أستطيع أن أسأله عن أخي المحتجز هناك منذ سنة ؟
فقلت له :
– إسأله ، ولكن بعد منتصف الليل ، وكن حذرا .
وبعد منتصف الليل ، ارتفع صوت بكاء وحشي . ذهب الشاب التركماني ليسأل سجين بغداد عن أخيه .. فوجد أنه هو أخوه ، ولكن كلّا منهما لم يتعرف على الآخر . لقد غيّر القهر والطغيان والتعذيب حتى ملامحهما ، فأصبح الأخ لا يعرف أخاه .
في ظل وحشية جلّاد من هذا النوع علينا أن نحكم ونقيّم سلوك السجين السياسي وفق منظور واقعي إنساني لا منظور رومانسي انفعالي مُتعال. وفي سجوننا في ظل الدكتاتوريات السابقة تعرّض السجناء السياسيون لأشرس أنواع التعذيب وأشدّها وحشية والتي قد يفوق بعضها الأساليب والطرق الفظيعة السابقة.
(7). وبرغم هذه التأويلات العلمية فإن مرور أكثر من 14 سنة على سقوط النظام القمعي السابق أتيحت للمبدع العراقي فيها أوسع مجالات الحرية في الداخل والخارج يجعل السؤال المؤلم قائماً . فإذا كان المبدع العراقي في ظل النظام الطغياني السابق لا يستطيع تسطير تجربته المُعذِّبة في الاعتقال والسجن والتعذيب في الداخل لماذا لم نشهد نتاجات ملحوظة من قبل المبدعين الذين نجحوا منذ أواخر السبعينات في مغادرة العراق والعيش في بلدان أوروبية منحتهم الإقامة واللجوء وصار بإمكانهم (وقد مرّ أكثر من 35 عاما على مغادرتهم) فضح الممارسات الطغيانية التي تحطّ من كرامة الإنسان وتدمّر كيانه في ظلمات العالم الأسفل في السجون المرعبة عبر نصوص إبداعية ترسّخها في أذهان المتلقين.
ولهذا عزمت على البدء بهذا المشروع الواسع منطلقا من إيمان بأن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة بسيطة واحدة كما يُقال ، وأن علينا أن نشعل شمعة بدل أن نلعن الظلام ، وأن الشروع بالكتابة والتحليل النقديين عن أدب السجون مهما كانت محدوديته سوف يحرّك هذه الموضوعة ويحفّز إخوتي المبدعين العراقيين الأصلاء ويستثير إمكاناتهم التي هي إمكانات باهرة مؤثرة ومعروفة للكتابة في هذا المجال الحيوي – إبداعا ونقدا – بما يوفّر للأجيال الحاضرة والمقبلة رؤية دقيقة وشاملة للعذابات التي سبّبها التسلّط والطغيان والوحشية وقمع الإنسان لأخيه الإنسان بما يعزّز الجهد العام لبناء مجتمع جديد يقوم على الأخوّة والمساواة بين المواطنين ويُخرجه وإلى الأبد من دوّامة دائرة العلاقة الكارثية التي سيطرت على مجتمعنا لمئات السنين ؛ علاقة الجلّاد بالضحية ، التي عطّلت نهوضه وخرّبت نفوس أبنائه وهدرت طاقاته البشرية ودمّرت إمكاناته ومسخت العلاقة بين مواطنيه وملأت حياتنا حزناً وقهراً ودماً وفجائع.

هوامش
(1). موقع ماريو – السبت، 13 أكتوبر، 2012 – السجن في سوريا كتجربة وطنية .. خمسون عملا تتحدث عن الألم السوري الأكبر
(2). “أدب السجون في فلسطين” – كتاب للشاعرة المقدسية “ايمان مصاروة” – مؤسسة أنصار الضاد في أم الفحم – فلسطين المحتلة – الناقد العراقي – 2017/05/02


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى