رقيّة كنعان - مبروك.. قصة قصيرة

في انتظاره كنت ، وبيدي مجلة أتصفحها محاولة أن أشغل نفسي بها دون أن أستطيع أن أركز فيها . أفكر كيف سأقابله بعد التوتر الذي أصاب علاقتي به.

اليوم سأقولها له !

قسوت عليه كثيرا مؤخرا. يا لعنادي

لقد ضغطت عليه لدرجة تاهت كلماته ولم يعد يدري كيف يعاملني أو يكلمني. هو السبب، يتعمد تجاهل مشاعري في أمور يعتبرها ثانوية وأنا أعتبرها أساسية. يتعمد ان يتخذ قراراته دون الرجوع لي، ربما هي طبيعته ولكن لا يمكن أن أسمح له بذلك! قد أكون زودتها كما يقولون، لم أكن أدرك أنني يمكن أن أكون سيئة في استفزازه إلى هذه الدرجة لقد كنت بحاجة إلى من يوقف جنوني، كان دوما كالبحر فيما كنت كالنار. يحتويني صمته ويجتذبني عمقه.

آه كم أنا مشتاقة إليه وإلى كلامه العذب الذي يضن به، فهو ليس من الذين يظهرون مشاعرهم لولا نوبات حنان كانت تجتاحه وتبرز كل رقته، ولولا مهارتي في استدراجه. ورغم أخطائه، فأنا واثقة أنه يحبني، إذن عليه أن يتحمل استفزازاتي، وعليه أن يدفع ثمن تجاهلي!

أنا كنت أسوأ منه، تعمدت أن لا أعلن له حبي. تماديت في دلالي، تماديت في اختباراتي له، وقد دفعته لأن يتصرف كالأطفال -رغم وقاره- حين أشعرته بالغيرة.

جاء تصرفه مضحكا وقتها وسبب لي الإحراج ولكني لا أنكر أن ذلك أرضى غروري. أظن أنه لم يفهمني حتى الآن، و أخطاؤه أثارت في عنادا خلقته الطبيعة وروضته الأيام ولم تفلح!

ولكني أحبه، رغم كل معاركي معه في الفترة الأخيرة هو يدرك أنني لا أبيع عند أول عارض وأدرك أنه يحبني. اليوم سأعلن السلام، سأقولها له، بل سأغنيها له بصوتي الذي يعشق نغمته كما يقول، حتى لو كانت نغمة غاضبة. أنه يستحق أن يسمعها. سأعوضه اليوم بكل تأكيد وسأقمع هذا العناد وسأواري تلك القوة التي تغلف مظهري.

وبينما أنا في خيالاتي، يحضر كعادته بوقاره الساحر. أبادره من فوري بابتسامة وضعت فيها قلبي و حناني:
- اشتقت لك.
وكدت أن أقول يا حبيبي ولكن لا أدري لم ترويت.
أجابني:
- وأنا أكثر..
جلس وطلبنا فنجانين من القهوة.

فيه اليوم سهوم غريب لا أدرك كنهه. مع أول رشفة قال:
- لدي ما أخبرك به.

- ليس الآن، الكلام لي اليوم. قلت.

لكنه أصر وببساطة مذهلة قال:
- زواجي سيكون بعد شهر من الآن فقد خطبت أخيرا..

اختنقت كلماتي ولم أستطع أن أنبس سوى بكلمة واحدة:
- مبروك.

وعدت لأتشاغل بتلك المجلة !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى