مالك عبدون - بارفو..

كان حلمي
أن يخرج من فمي عصفور
لا يستطيع الطيران
فيمسكه الجمهور
في أول سطر من قصيدتي
ويتبعني كلب الشارع إلى بيتي
ويسمع عزفي على البيانو
ويبكي معي
ويتألم
ثم يقلدني حين أضرب رأسي في الحائط!
وكان حلمي
أن أعمل جائزة للمساكين والحزانى
تنافس جائزة "نوبل"للأحترام
وأفوز بها مناصفة
مع حمار أجرب يركض وحيدا في القرية...
وبعدها أبول وأبصق
على الحكام الذين منحونني هذه الجائزة...
ثم أذهب إلى مركز المدينة
وأتعرى هناك بالقرب من إشارات المرور
وينظر إلي المتعجرفون بشزر
وانا أمسد بقضيبي الخامل أمامهم
واتركه منتصبا قليلا
فأمسك بحجارة صلبة
وأرميها على سيارة المحافظ حين تمر من أمامي
وتمر دورية الشرطة وتتركني بسلام
وكان حلمي
أن أقترب من نخلة
غرسها جدي في بستانه الحجري
وكان المذياع بقربه ينقل الأخبار
عن "هتلر" وكيف هلكت حربه العدمية
فترسمني نخلة جدي صغيرا
على حائط مدرستي الأولى
ويفرح بي طلاب الصف الأول
الذين عرفتهم في قراءتي الخلدونية
وانا أراهم لأول مرة من نافذة بالقصيدة
وهم يحاولون سرقة أقلامي الخشبية
من حقيبتي المدرسية
فيدق جرس الحياة
ويهربون مسرعين خارج الزمن
وأضحك عليهم بصوت عال
فتسمعني زوجتي الموسيقى
فتمزق صورهم العتيقة من ذاكرتي
ثم تتركني أدخل جميع المصحات بلا سبب!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى