مصطفى الشليح - تهذي العيونُ إلى أبراجِها صُورا.. شعر

تهذي العيونُ
إلى أبراجِها صُورا
تقطِِّّر الفجرَ منْ أدراجها
خبرا. ماذا قرأتِ على أهدابِ
ساريةٍ بخاطر اللَّيل كان اللَّيلَ والسُّورا ؟
ماذا على جرحكِ الفضِّيِّ
منْ إبر تيجانها قمرٌ يرقى بها قمرا
ماذا تقولُ سماءٌ
ترتخي قدرا
والأرضُ تنحتُ
أرواحَ الصَّدَى قدرا
والأرضُ تبحثُ،
عندَ الأرض، عَنْ شذر
ريشُ الغرابِ به لا يأتلي شذرا
والأرضُ تنفثُ
ما كادَ الدُّخانُ به يلهو
وتسهو عن العشبِ الذي نظرا
والعشبُ حمَّالُ خطو
خائفٍ سفرا
عَنْ مائه، وعن الدُّنيا
وَقَدْ سفرا ؟
أقالَ: تحملُني أمْ
أنت تقتلني يا صاحبي
وبكى إذ صاحبي
نظرا
أمْ قَالَ للأبديِّ الهامشيِّ:
هُنَا إذا أقلنا عثارا
فالغريبُ سرى
هُنَا على الأزرق المُمتدِّ
طوَّقنا ما ليسَ نشهدُه بحرا
غوى أثرا
هُنَا روى البحرُ أنَّا
غارقون به، وما غرقنا به
إلا استوى ضجرا
هُنَا يدُ البحر
إذ تهتزُّ راحتُها موجا
نكونُ الموجَ إذ نفرا
هُنَا على زبدٍ
نقشُ اسمِنا سِيَرًا
وَإِنْ عُبورٌ شذيٌّ باسمِنا
عبرا
تملَّكَ الزَّبدَ الفضِّيَّ
فكَّكَهُ نجما فنجما، فعرجُونًا
فما ابتدرا
وحاكَ منْ نفَسِ البحر
ارتعاشتَه، وَقَالَ: كنْ جسدا
أَوْ فلتكنْ وترا
وخذ
بأسمائكَ الأولى
بدايتَها،
وخذْ نهايتَها
خذ ما رأيتَ جرى
فأنتَ ما جئتَ تمشي
مثلما بشرٌ
وقيلَ: هذا، فما هذا
بنا بشرا
وأنتَ تمشي
تذكَّرْ ما تركتَ هُنَا
وأنتَ تهذي
بشعر طالَ أمْ قصُرا:
إنَّ العُيونَ
قوافٍ لا صٰدورَ لها
إلا إذا أنتَ تمشي حولها
صُورا
إلا وهذيكَ يعدُو
طيَّ أخيلةٍ
أخشى عليكَ
خيالا كلَّما عثرا
أخشى كلاما
وقد طارَ الحمامُ به
فحطَّ؛ أخشى الصَّدَى
لَمْ ألفِه أثرا ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى