حوار مع عرّاب الرواية البوليسية "ليو مالي" Léo Malet.. ترجمة: عبد السلام بن خدة

الكاتب "ليو مالي" [1996-1909 ]شخصية عصامية. خالط الفوضاويين في أولى سنوات حياته الشبابية. مارس عدة مهن صغرى ( بائع جرائد، عامل في معمل للتعدين، كومبارس في السينما...). انضم إلى جماعة السورياليين وكتب أشعارا على طريقتهم ثم فارقهم ومارس الكتابة البوليسية في 1942.

أولى أعماله البوليسية رواية " الرقم 120، زقاق المحطة " التي برزت فيها شخصية المحقق" نيستور بيرما". يعده النقاد الفرنسيون الأب الروحي للبولار الفرنسي. حصل "مالي " على جوائز فرنسية مهمة: " جائزة الأدب البوليسي الكبرى" (1948) و الـ"جائزة الكبرى للسخرية السوداء " ( 1958).

من أعماله البوليسية " غرائب باريس الجديدة " ( سلسلة بوليسية).



س : يبدو غريبا، لقد بدأ الناس يكتشفونك في بداية السبعينيات ، بالضبط حين توقفت عن النشر، بعد مدة جد طويلة من العمل في الظل ،كيف تفسر هذا التناقض السيء القصد؟​

ج: ربما اعتقد الناس بأنني مت : في حالة كاتب فرنسي ، هذه دائما ميزة ، أرجوك أن تكذب الخبر، ستجعلني أتظرف، لكن لا تفرط في التكذيب: ستجعل القراء يتراجعون... لابد من الموت، إنه الإشكال عندنا. إن لم يوجد، لا يمكنني أبدا أن أعرف كيف أحث المبدعين على أقصى حد للكتمان ." إذهب إلى الريف للاستجمام، لا تفعل شيئا". نظير هذا جاءتني الشهرة. مثل هذا الكلام شيء مستحق للإعجاب : يعيش الكاتب أفضل من الطبعات الجديدة لكتبه، التي تجتذب فضول المثقفين بخلاف غير المطبوعة، التي يتم تداولها بين أيدي هواة مفلسين عموما. منذ أن توقفت عن الكتابة، يمكنني أخيرا أن أعتبر نفسي كاتبا. عمري خمس وسبعون سنة،أصبحت مع التقدم في السن مغترا بعض الشيء ،أنا لم يراني أحد أبدا واضعا قبعة على الأذن مثل ضجّاج. لقد استأهلت جيدا قليلا من الأنفة، على كل حال، لقد فقدت جميع أوهامي: آخرها إسمه التواضع. حينئذ، أعمل المغناج، ألعب دور المشهور، أمنح المحاورات، كمشاهير العزف على البيانو. لا وجود لعزف نشاز. أصبحت المولـع بالجريمة ياه... منذ ثلاثين سنة، كان بإمكاني أن أطردك.

س: حسنا! شكرا على المقعد.

ج: لا شكر على واجب ، لا شكر على واجب ، خذ راحتك ، الكرسي لا يستحق أن نركز عليه ، بالمقابل ، الطاولة الموجودة ، هناك ... قطعة متحفية. تزحلقت عليها غابرا مرافق تفوق مرافقي شهرة ، إنها تخص "سالفادور دالي"، ياعزيزي، نعم وهناك كتبت كل مؤلفاتي، أنزلت جميع شخصياتي، وقتلت الضعفاء منها. هذا أمر ثانوي على الأجيال القادمة، أظن، أن تحتفظ به.

س : هدية من الأستاذ ؟

ج: قبل الحرب، كنت أبيع الجرائد المسائية بالمزاد العلني ، في تقاطع شارع "سانت – آن وشارع " دي بيتي- سا" ، في المكان المضبوط الذي أقمت فيه مكتب بطلي "نيستور بيرما"." دالي " الذي كان في تلك الفترة يقيم بأوطيل " موريس " ، كان من زبنائي، كنت أراه غالبا يأتي لملاقاتي ، فيما كنت أنا أزعق بعناوين " لانتران" و" باري – سوار" و " سوسوار" . كان شخصا مهذبا، غريب الأطوار قليلا. لما ذهب إلى الولايات المتحدة في 1939، تقاسمت أنا وبعض الأصدقاء أثاثه . هذا يولد ذكريات.

س: كل هذا لا يخبرني لماذا فجأة أصبحت شهير / نجــم الرواية الســوداء، وبعد أن كنت، لأزيد من ثلاثين سنة، الشبح الهامشي نوعا ما، الشخص غير المقدر جدا... ولم يكن قد ظهر بعد في المكتبة الجيل الجديد من " ما نشيط " ، و "أدج " ( ADG) و"دوموزون" وآخرين !

ج: أفضل من نجم : الأب .يبدو أنني قد أوجدت كل ذلك العالم . هذا ما يؤكده على أي حال بعض الدارسين السليمي القصد جدا، كـ" جان بـول شويكوزيــر " في أحد كتب سلسلة " ماذا أعرف ؟" المخصص للرواية السوداء. أريد جيدا أن أثق بكلامه. رأيي، هو أنه أعيد اكتشافي، أو اكتشفت إذا شئت، من طرف مناضلي ثورة مايو 68 القدامى. لقد عثروا في مؤلفاتي – المكتوبة مع ذلك عشرون أو ثلاثون سنة قبلا – على انشغالات تهمهم . هؤلاء هم الذين ، على كل حال ، من ساعدني للوصول إلى الشهرة.

س: ألم تكن على الأصح قد حملت على الموضة التراجعية ؟ اللامبـالاة الضجــرة لـ" نيستور بيرما" ظل [المتحري] الخصوصي ذي الممطر عملتا على تبلر جزء من هذا الخلف لمستنسخات النوع...

ج: أنت تقول لي الآن بأدب بأنني أصبحت متجاوزا. أنا متجاوز كذلك بلا شك من فلسفة المعاصرين لي. يمكنني أن أستعير لحسابي الخاص قولة " ألبير سمونن" " أنا متصالح جدا مع نفسي ، لكن متخاصم مع العصر الذي أحيا فيه ". " نيستور بيرما"، هو ، متخاصم مع الظرف الذي يوجد فيه، لكنه مرتاح جيدا في ممطره. هذا هو المطلوب. سجل وليس أحسن مني، أنه لم ينتظر" همفري بوغارت" ليقيم له مجدا. الممطر القذر، بطبيعة الحال، يشبه هيكل العربة الأسطورية. على الممطر أن يكون مسودا كغليون قديم. إنه اللباس الموحد للمتشرد الدولي، الذي يتدثر به لينام.

س: لأي شيء تخصص أوقات فراغك ، منذ أن توقفت عن كتابة الروايات؟

ج: أفكر في تلك التي كتبتها، مشجعا بغبطة الـ " afficionados " والتحليلات المحمومة للدارسين. النوايا الطيبة لا تعدم حولي. من جهة أخرى، تحت مراقبتهم من الآن فصاعدا، أعرف لماذا فلان يحك عجيزته عند بداية فقرة الفصل 5. ليس على الأرجح ترفا بالنسبة لشخص مشذب بشكل رديء من طينتي، جعل إنسانيته في الـ "Pardaillan" لـ" ميشـال زيفاكـــو" و" la jeunesse illustrée des belles images ". أنا ، وهذا مهم، أتحدر من عائلة أفرادها أميون لا شيء كان يرصدني للأدب. إن لم يأويني جدي البراميلي الإشتراكي ويربيني، على مذهب "الكونت مونت كرستو"، الذي كان يعظمه تقريبا بقدر" جوريس " و " هوجو" ، ترى ماذا كان سيحدث لهذا الكائن الصغير ؟ على كل حال ، لايمكن أن يعثر علي ستون سنة فيما بعض ضيف شرف لـ" أوليبوبو ".

س : تقصد " الأوليبو" ، ورشة الأدب الكموني ، تلك الأكاديمية العالمة التي أسسها "كونو" ؟

ج: لا ، ليس " الأوليبو" ، إنما " الأوليبوبو": ورشة الأدب الكموني البوليسي. أنا أضع نفسي في المكان الذي يضعونني فيه. بخصوص ورشة " البوبو" ، في تلك يقومون بالـ" pataphysique" لست عضوا في "أوليبو" بعد، لكنني أنتمي إلى "الأوليبوبو" آنفا. رواياتي لا يمكن أن أكتبها ثانية، فهي لم تتغذى أبدا إلا من رضاعة الحياة الواقعية: إنها ألوان من المذكرات والوقائع، ومجموع الأحداث التي جرت لي تقريبا. وربما لهذا السبب توقفت نهائيا عن الكتابة: لقد استنفذت ذكرياتي.

س: مهلا ! هل ستترك " غرائب باريس الجديدة " غير مستكملة؟

ج: ..... لا يمكن أن يجاب عن هذا السؤال.

س : خمسة عشر جزءا قد ظهرت : خصصت لكل دائرة [، محافظة ] جزءا واحدا، ينقصك خمسة [ أجزاء] لتكون مغامرات : نيستور بيرما" مكتملة .

ج : لقد اكتريت شقة في مدينة "كان" حيث سأقيم قريبا، ومعي منسغتي العتيقة : قرينة العمل، خاصة لا تجعل من ذلك مغرفة. سنرى جيدا. أنا متوان. أستهجن الزملاء الذين بمجرد كتابتهم كلمة نهاية أسفل المخطوط ، يدسون ورقة جديدة بيضاء في آلتهم الكاتبة. يجعلون من فن قوامه المتعة مهنة مضنية.

س: ربما، لكن من هذا حتى انتظار عشر سنوات قبل العودة إلى الكتابة ... لماذا، حقيقة توقفت عن الكتابة؟

ج : في ظهورها الأول ، طيلة [ سنوات] الخمسينيات، لم تكن سلسلة "غرائب باريس الجديدة " كارثية، إطلاقا. لكن الحاصل، أنها لم تكن نجاحا. كذلك . لم أنجح في العثور على جمهوري. في المكتبات، بدلا من وضع رواياتي في الرف المخصص لها، في مكان بين " السلسلة السوداء" و"النهر الأسود"، رموا بي إلى جانب " ساغان". عليك أن تبحث عن السبب في ذلك. النتيجة لم تكن كارثية مفجعة ولا مدهشة ، لكن دون المتوسط. لقد تأثرت ببعض الخيبات العاطفية. بالإضافة إلى ذلك ، أسكنت من جديد مفجوعا في " البناء المشترك" ، حيث ترونني إلى الآن، وهو ما انتهى بإحزاني . من هنا تم اختزالي سريعا إلى أعمال "الشرح الأدبي". ورطني "أرمان لانو" مع " فايار" لتقليص كتب " زيفاكو" و " وبونسون دي تريال " من 350 إلى 250 صفحة. فيما بعد " موريس رينو " مدير " مسيتر مغازين " ، تدبر أمر نشر " غرائب باريس الجديدة " في سلسلة كتاب الجيب – وأنا أتكلم عن الحقيقي، (...) . كان ذلك على الفور الانتشار الواسع.

س: كيف حدث أنه، أنت من ينسب إليه اليوم أبوة المدرسة الفرنسية، لم يسبق لك مطلقا شرف الظهور في أكثر الإصدارات المسلسلة شهرة، " السلسلة السوداء "؟

ج: كنت أعرف " مارسيل ديهاميل "، الذي كان يديرها معرفة جيدة، وبعد محاولة أو اثنتين. يتعلق الأمر بجهد ضائع. في كل مرة كان يجيـبني: " تستطيعون أن تكتبوا أحسن". كان يخال أن أدبي يتعلق بروح شعبوي ويبتعد عن قواعد الرواية السوداء. في الوقت الحاضر، أشك أنه قرأ كتبي، وإنما تصفحها. في يوم كنت أطارده بإلحاح، فمنحني هذا التفسير:" [إن] الشرطي الأمريكي، كما ترى، أصيل[؛ مثير للإعجاب]، بينما الشرطي الفرنسي يثير النفور ". كان يدين بنفس الطريقة عالمي [التخيلي] . كان " مارسيل دي هاميل " إذن بدوره ضحية الصالونية الأنجلو ساكسونية التي حكمت [بتسلط] زمنا طويلا جدا الأدب البوليسي.

س: أنت نفسك، ألم تستسلم لهذه الصالونية الأنجلو ساكسونية في بداياتك ؟

ج: هل من وسيلة أخرى للعمل ؟ في 1941 ، كنت قد التقيت " لويس شافانس " في مقهى "فلور" ، وهو صديق لـ" بريفر " ، والذي سيصبح كاتب سيناريو " الغراب" لـ"كلوزو" فيما بعد. عدت من أسر لم أكن أعرف ماذا أفعل، "لويس شافانس " الذي كان ينشط سلسلة كتب بوليسية عند الناشر" جورج فونتيار" هو من اقترح علي أن أكتب. كان هناك أمران شرطيان : أن يجري الفعل في أمريكا، وأن يتم توقيع العمل المكتوب باسم أنجلو ساكسوني. يتعلق الأمر بموضة نتجت عن حساب انتهازي: في فرنسا المحتلة [ من طرف النازي] ، لا يمكن أن يوجد أدب أمريكي ، لكن يجب أن نستعد لليوم الذي تباشر فيه الولايات المتحدة الحرب.

س: الخلاصة، أنت دخلت عالم الأدب تحت إسم مزيف ، هوية مستعارة ؟

ج: مستعارة ، لن تصدق جيدا قولي، وكنت قد اخترت ضحية من طبقة عليا: الرئيس 39 للولايات المتحدة ، " هاردينغ" المتوفى بين الحربين في ملابسات جد ملغزة، كان "لويس شافناس " قد نصحني بان أعتمد إسما يحفظ بسهولة، على نمط "هوتشيزون"، و " أندرورد" أو " رومينكتون ". في " هاردينغ" وجد ضالته.

س : بكفالة بعد الوفاة لرئيس أمريكي، هذا الأمر لا يمكن إلا أن يحمل محمل الجد...

ج: هذا، لم يكن يتعلق إلا بالغلاف. إذا أزحنا الغلاف ، سنعثر فوقه على واحد من استيهاماتي الأنثوية العديدة : " آن هادرينغ" التي أثنى عليها ثناء خفيا، الممثلة طبعا، التي كانت شريكة " كاري كووبر" في [الفليم] " Peter Ibbetson ". اتخذت جميع الاحتياطات : إنه اختيار. أترك لكتاب سيرتي البث فيما بعد في هذه النقطة من التاريخ ، حسبما تأخذهم أذواقهم نحو رجال الدولة أو نجمات السينما.

س: وخلقت، تحت توقيع " فرانك هاردينغ، " شخصية " جوني ميتال " التي تجسد مقدّما

" نيستور بيرما".

ج: نعم، إذا صح القول قريبه الأمريكي . كان " ميتال " إسم له وقع حسن ، تقريبا من حيث التعريف . لقد تبينت فقط بعد فوات الأوان أن الأمر يتعلق بأنكرام (؛جناس قلب ) لـ" مالي ". طبعا الشراح لن يصدقوا هذا. سيرون في ذلك قصدا واضحا للازدواج ، في حين أنه مجرد صدفة . لهذا لا يجب أبدا أن يضيق صدرنا: الصدفة تخفي دائما ضعف الضرورة.

س: لابد من القول بأن بينك وبين الأسماء المستعارة رقص دائري لا يؤشر على التوقف: "فرانك هارندينع " ، لكن أيضا " أومير ريفريجر " و" ليونيل دوسي" و" جان دو سالنوف " و " ليو لتيمار " ، و لا داعي لسرد البقية .

ج: ليس بالتأكيد، من خلال سبعين عنوانا، لم أستعمل إلا ستة أسماء مستعارة، أحيانا لأميز بين الأنواع : قد حدث لي أن كتبت روايات فروسية ، مثلا. على أي حال، إلى جانب "سيمونن"، الذي لجأ إلى خمسين هوية، أنا يمكن اقتفاء أثري بسهولة .

س : كذلك، " ليومالي " قد يحدث لك أحيانا، تحت إسمك الحقيقي، أن تهدي كتبك إلى أسمائك المستعارة، وهو ما يمكن أن نعتبره على الأقل هزلا. لماذا هذه الغمزات؟ .

ج : مجرد احتياط، احتياط حكيم. وأنا أعقد بهذا الشكل العلاقة بين " ليومالي" و"فرانك هاردينغ"، أتحاشى أن يصر ويدعي نزوي محروم من عمل أو إلهام أنه، هو، "فرانك هاردينغ". مثل هذه الأشياء تحدث غالبا في الأدب. أن أجد نفسي في يوم ما قبلا لصنوي كان في عداد مخاوفي، إن لم يكن [في عداد] تشاؤماتي.

س: حريص وذكي ! قبل أن تصبح، في الأربعينيات، كاتب البولار (Polar)، سبق لك أن كنت شاعرا سورياليا، قريبا من "أندري بروتون" والحالة هذه، ف" بروتون" كان قد وضع تحريما نهائيا بخصوص النوع الروائي . أليس هذا هو السبب، والتهديد بالطرد المتلائم معه، الذي قادك إلى استعمال الأسماء المستعارة ، على أي حال مثل الإيحاء التجاري لناشرك؟

ج: لا، لقد توقفت عن الاتصال بالسورياليين حينما عكفت على كتابة الروايات، ولأجل ذلك لقد أقصيت نفسي بمبادرتي. هنا علي أن أقول، أنني تصرفت كجبان ، لقد فاتتني قوة الإرادة. لكن كان علي أن أنشر هذه الروايات باسمي لو كان الأمر ممكنا، وأوكد لك ذلك.

س: حقا ؟ ألا يوجد شعور بالخجل، أو الإثم ، من الشاعر " ليومالي " بخصوص "كتبه الأدبية المدرسية" ؟

ج: لا، أؤكد لك أنا بالذات ضد استعمال الأسماء المستعارة. لم أسع قط إلى الاختباء وراءها ، بالعكس سعيت إلى كشفها. يجب أن يتحمل المرء مسؤولية ما يفعل (...)!

س" هذا غريب، مع ذلك ، بما أن مهنتيك تبدوان أنهما توليان ظهريهما لبعضهما وتحومان حول عام 1940، ألا يمثل ذلك أكبر تعارض بين مؤلف رواية مسلسلة ينتمي إلى المدرسة الشعبية ، شكل تكوينه من خلال قراءة الـ"Pardaillan " ، وشاعر سوريالي ، محصور آنذاك في مذهب النخبة؟

ج:إن الأمر معقد، لكن ليس متناقضا. بما أنك بطيبة خاطر ذكرتني بأني كنت شاعرا قبل أن أكتب رواياتي البوليسية، سأقول لك بأن هذا " القبل" ليس فقط كرونولوجيا، لكنه جوهري : أنا، وسأظل كذلك، شاعر قبل كل شيء. تبدو رواياتي واقعية، لكنها بخلاف ذلك، إن لها هيئة شعرية، حسب " جرمان بومو".فهي تنتمي إلى مجال الحلم. من جهة أخرى ، في مكان ما من كل كتبي تقريبا، هناك حلم بل هلوسة ، كنت أول من وصف رؤية مخدر في "سترات بدون أكمام".

س : هل الكتاب الذي تتحدث عنه رواية فروسية ؟ لقد لاحظت بخاصة أن "غرائب باريس الجديدة " تبتدئ دائما بشكلين من التأمــلات : المتـرو ، أو الأحوال الجـوية .

ج: هذه هي الأناقة الباريسية. المترو الذي نركب وحالة الطقس . هذا شيء جيد يقول "نيستور بيرما" في مكان ما : " نصبت نفسي كمتحري خاص كما سأنصب نفسي شاعرا ". إنه متسكع، ذو ميل إلى الحرية. من أجل هذا، من جهة أخرى، عليه أن يقتل كل النساء. كل النساء اللواتي يرتمين في حضنه.

س : ألم يقتلهن جميعا!.

ج: إنه يجعلهن يمتن على يدي . أحياء ، سينتهين إلى التماسك بالشعر ، وسيتحول إلى "دون جوان" بشع طائش . بينما أنا هنا، أغمره بالمصائب لحماية فضيلته، ورتبة البطل التي هو فيها.

س: الحقيقة ألا تكتب دائما نفس الكتاب ؟ الحبكة تتكرر من رواية إلى أخرى: في أثناء تجواله، يكتشف " نيستور بيرما " جثة ثم يتصادف أن يتجمهر جمع كبير من الغرباء عن القضية ، يتلقى في الحين ضربة هرواة على رأسه، وعند يقظته يملك الحل ...

ج : ماذا تريد ؟ إن عبقرية " بيرما" تريد هذا ! " نسيتور بيرما " الرجل الذي يكشف السر الخفي ! يمكنني أن أرى جيدا هذا الشعار بحروف بارزة على عربة جائلة ... دائما نفس الكتاب؟ يقال هذا عن جميع الكتاب ، الكبار والصغار. لتفترض مع ذلك أن هناك الكثير من المغايرات في حبكاتي : أيضا ، نضج الجثت يتقدم تقريبا. هذا أمر له أهميته .

س: هل يفضلها " نيستور بيرما " ناضجة ؟ حسنة ؟

ج: يأخذ الجثت كما تقبل. الأمر يتوقف على الاستعمال الذي يتواخاه منها. قد يحدث له أيضا أن يفقدها في الطريق نتيجة إهمال أو قدر: أنت ترى جيدا أنني لا أجعل مهنته سهلة وأن لا شيء مؤكد في حكاياتي، حتى الأسوأ نفسه.

س : عجبا! علينا ألا نغضب من أجل " نيستور " : إذا فقدت، يمكن العثور على العشرات.

ج: هنا! الشخص سيكشف عنها في كيس تبغ! يتعلق الأم بموهبة، مرجحا.

س: سبق لك أن تكلمت عن الحلم، ويمكن أن نتبين كثيرا الجانب الحلمي في عالمك الصغير، لكن خيط الدعابة والباروديا فيه ليس أقل متانة.

س : لقد تعمدت ذلك قليلا، وهنا، أقر بخطئي. جانب العربة الجائلة هذا فوت علي العديد من القضايا. ناشر كبير كنت أطلبه بإلحاج أجابني في يوم من الأيام: "إن إسم "نستور بيرما" السخيف لا يمكن أن يجعل منه بطلا" ! لاحظ ، هذا لم يمنع الناشر المذكور من جني ثروة بواسطة شخصية ذات اسم معقد بحيث كان عليه أن يمشي فوقه في كل صفحة. لن أبوح لك باسم هذا الناشر.

س : ألا يتعلق الأمر بـ " هوبير بونسور دولابات " المعروف أيضا ب OSS117 ؟

ج: لا شيء يخفى عنك. لكن حاول أن ترهف السمع أكثر إلى أسماء كما "رولو تابيل" " أو " أرسين لوبين "، هل تعتقد بأن في الأمر شيئا من الصدق، بصراحة ؟ "أرتانيان" نفسه، الذي هو اسم عائلي حقيقي ، يبدو نوعا ما إسما مستعارا .

س : كيف كان لقاؤك مع " أندريه بروتون" ؟

ج : كان عمري أنذاك عشرون سنة، كنت أمارس الكتابة الأوتوماتيكية (...). أرسلت نصوصا إلى " بروتون ". أجابني ، في رسالة مطولة، بأنه يحبها كاملة ، وأنه يعرض علي زيارته في مقهى " سيرانو" ( " بلاص بلانش") حيث اعتاد كل يوم أن يلتقي السورياليون ، حول طاولة كان نادل المقهى يخصصها لهم. ذهبت لملاقاته لأول مرة في 13 مارس 1931، كان يتحلق حول " أندريه بروتون " " أيف تانكي " و " بول إيلوار"، و " رونيه شار" و"جياكوميتي " و " أراغون ". هذا الأخيرسيغادر الجماعة ، سنوات فيما بعد، بعد أن خضع لسلطة الستالينية ولصاحبته المسماة بـ"إيلزا ترييولي ".

س : أليس من الخطأ تسميتها بـ " إيلزا ترييولي " ؟

ج: كانوا ينادونها " إلا " ، آنذاك، داخل المجموعة، لماذا صارت " إيلزا" ؟ " إلا" ، إيلزا " : كما ترى ، كان هناك شيء ما غامض في إسم هذه المرأة. الحاصل، هذا ما قلته بخصوصه...

س: إذا، ماذا عن هذه اللقاءات الشهيرة بمقهى " سيرانو" ، حول ماذا كانت تدور؟

ج: على أي حال، عكس، ما قيل عنها سابقا ، لم يكن هناك جدول أعمال ، لم يكن هناك مقعد محجوز للاستعمال القاصر على "بروتون" ، الذي لم يكن أبدا ذلك العراب الذي حاولت أن ترسخه الأسطورة. لم يكن هناك سوى أشخاص يتناولون المشروبات الفاتحة للشهية ويدمنون تحاور المقهى – بار. كان " بروتون" نوعا ما احتفاليا، جبلة وواعيا بقيمته الأدبية. لكن لم يعط أبدا الانطباع بأنه يتصنع " أندريه بروتون". الأكيد هو أنه كان يمارس جاذبية خاصة على الكل. كان بإمكانه أن يكون قائد جماهير. لم أكن العضو الأكثر مثابرة من بين سائر الأعضاء. تارة كنت أعمل في مصنع بلاطات الجبس وتارة أخرى بائع جرائد، ولم أكن دائما متحررا من ضغط العمل. انتميت إذن إلى الجماعة السوريالية لمدة خمس عشر سنة، والبعض من هذه اللقاءات لازال موشوما في الذاكرة: في أثناء سهرة صاخبة حيث ، بمعية "بروتون" و "ايلوار" و " جورج باطاي " ، كنا قد سخرنا[ علنا ] من "مارسيل جينيا" أثناء عرض " بريئات ". أذكر أنه تم اقتيادي مع " باطاي" إلى مركز الشرطة ، وحكمنا من طرف المحكمة بتهمة " الصــراخ في المسرح" (Cris dans le théâtre ). كانت تلك هي الصيغة المستعملة في إعلام المحكمة، والتي بادرت إلى إلصاقها في معرض سوريالي، بجانب بطاقتي التي تحمل مهنـة بائـع جرائـد محترف (crieur de journaux ) . فالمقابـــلة [ بين crieurو cris) لا تخلو من غرابة (...).

س : فيما بعد، عندما غادرت " بروتون" ألم تتعرض له في كتابك " غلطة المرسل إليه" . كان يبدو من إسمه كطبيب أمراض نفسية أحمق؟

ج: هذه الكتب الصغيرة، كان يجب أن تكتب هكذا سريعا . لم يكن لدي الكثير من الوقت لإختراع أسماء لشخصيتي إذا قد يحدث لي أن...

س : أوه ! أي سوء نية هذا ؟ إذا كنت تستخدم بطيبة خاطر أسماء مستعارة لاستعمالك الخاص، نجد بالمقابل ضمن أبطالك عددا من الشخصيات الواقعية :" تروتسكي " مثلا، أو السيد " بوبال " صاحب مطعم بزي قائد سفينة صيد.

ج : سفينة الصيد " مقهى فلور"، بالضبط. علينا أن نمزح قليلا، وثم، ماذا تريد؟ الرأي العام يقتضي أسماء. فيما يخص " بروتون"، لم تكن السخرية مقصودة، لكن الأمر كان تبكيت ضمير . كنت أحبه كأب. سأبوح لك بسر: موته شكل أحد أحزاني الكبرى.

س : عامل جبس، بائع جرائد ... هل جربت مهنا صغيرة أخرى؟

ج: جربت مهنا أخرى أصعب، أولا كنت متشردا. عندما وصلت باريس كان عمري سبعة عشر عاما. ما كدت أنزل قطار " مونيلييه"، في عز الخريف، حتى وجدت نفسي [ أنام] تحت القناطر، بدون فلس، أوعنوان. كان يشق علي أن أعتبر نفسي

" راستينياك" ، ولو على سبيل الخيال. حققت مع ذلك طموحي الأول: أن أصير قوّالا ينتمي إلى " مونمارتر ". كانت بدايتي في " البقرة المجنونة "، مكان جد معروف. في ليلة ميلاد 1925 لقد تمكنت بهذا المكان من إرواء ذوقي فيما يخص الهجاء ، الذي كنت قد نميته مليا من خلال مخالطتي للأوساط الفوضوية بـ " مونبيليه " وقراءتي لصحفهم. كنت مترعا بالأوهام ، هذا هو عذري الوحيد. غالبا ما كنت أتعزى بعبارة لـ"كليمانصو": " من لم يعش فوضويا في مراهقته هو أبله " وكان يضيف: " من بقي فوضويا في كهولته هو أيضا أبله ". وهو ما جعل أنه في فترتين على الأقل من حياتي البئيسة، لم أبدو أبله كثيرا. كل هذا لأوضح لكم أنه استطرادا (...) كتب علي أن أصير عبدا لنصاب أمي. هذه الحرفة الصغيرة اختفت، إنه لأمر مؤسف : كانت لهؤلاء الناس منفعة. من خلال التهديد بالتشهير بأوباش أكثر منهم ، كانوا ينظفون المجتمع: إنهم كانوا عمال التنظيفات، على غرار كواسر تكحت جيفة. الشخص الذي يخصني كان أميا. كان محتاجا لعبد إذا، لأجل "كتاباته". لكن في عام 1925، كنت أيضا مسؤولا عن متجر موضة.

س: هذه المهنة كان يجب أن تكون مريحة أكثر.

ج: هذا ما كان يفترض. كان لي صديق قد ورث عقار سيدة طاعنة في السن التي كان قد سبق له أن استمالها وتخلص منها لهذا السبب. فعينني كمسؤول عن المتجر، وهكذا وجدت نفسي بين العطور والدنتيلا، إلا أن الحال لم يدم طويلا ، إذ طالبت أسرة الراحلة بإجراء تشريح للجثة، وهو الأثر الذي عجل بفرار صديقي بأسرع ما يمكن، ولم يترك وراءه سوى ثلاث كلمات مكتوبة على باب المتجر:" مغلق لأجل [ قائمة ] جرد ": كان ذلك علامة منبهة، فارتأيت أنه أفضل لي أن أفرنقع بدوري . من جراء هذه الصدمة وجدت [ثانية ] نفسي مستقلا إحدى عربات قطار البضائع الذي نقلني إلى" ليون " ، حيث تم تشغيلي في معمل ترقق فيه المعادن إلى خيوط. فضلت أن أكون حزّاما في [ دار النشر ] " هاشيت " كـ[ الروائي] " زولا" أو حتى كومبارسا في السينما.

س : هل سبق لك أن شاركت ككومبارس في بعض الأفلام ؟

ج: في مشهد محكمة في [فيلم]" الخيانة "، لـ [المخرج]" مارسيل ليربيي " كنت، في القاعة، مع آخرين نقوم بالضوضاء. كما أني كنت في مشهد من فيلم "أنباء ليون". لكن دوري الرئيس يبقى ظهوري في "رصيف الضباب " بجانب النجم . نعم "السيد"، كما كان يسمى من طرف العامة.

س: هل عملت بجانب كابان" ؟

ج: بشخصه حتى وهو في ذلك المستوى ، نراه بتواضع من الخلف، في حين أن "مويغ" يقبل، وسط الإطار، من خلال الزقاق" لوهافر" المزعوم، لابسا بدلة عسكري. نتقاطع، بينما "جان كابان" يتمهل عند واجهة متجر رثاث. في نظري إنها اللحظة الأكثر أهمية في الفيلم.

س: وماذا كنت تقول مع " كابان" ؟

ج: لا شيء. لم تكن لي أبدا إلا أدوار صامتة.

س : هناك كما في موضع آخر، ظاهرا.

ج : فعلا : لم أستجب للذبذبات البراقة، التي أدين بها لصداقة [الشاعر] " بريفر". آه ، تذكرت ، لقد لعبت دورا صامتا أمام " ميشال سيرو " في الفيلم الذي استلهم فيه المخرج " بوب سويم " أحد أعمالي " المتحري الخاص" نيستور بيرما". قام " ميشال سيرو " بدور " بيرما" المتحري الخاص. وهو الدور الذي لعبه أيضا " كالابور" في فيلم آخر لـ " بوب سويم ". هذا مثال يبرز جيدا الاعتقاد بأن " بيرما " [شخصية ] كوميدية.

س: أليس الأمر خطأ ؟

ج : بلا شك الشخصية تشبهني: إنه متشائم فرح، تفاهة غير مغرور، رقيق، فوضوي بغير وضوح، لكن ليس مضحكا على الخصوص. يضحك هازئا، لكنه لا يقهقه أبدا. "بوب سويم " شخص جذاب ، لكنه باختياره الممثلين "كالابرو" و " سيرو " ، قد آتبع طبعا الاستعمال الخاطئ الذي رسخ لدى مخرجي السينما. لنصرف النظر عن هذا . بعد كل حساب: منذ أن بدأت أكتب رواياتي لم يمل كل من بواب البناية التي أقيم بها وبائع الألبان وجاري من تكرار القول:" السيد " مالي "، باستلهام أعمالكم الروائية يمكن إنجاز أفلام جميلة ! لو أن المخرجين كانوا قد سمعوا أقوالهم!

س: ما رأيك في الجيل الجديد من مؤلفي الرواية البوليسية؟

ج: الأبرز من بين هؤلاء، ولو أن " مانشيط " و"دموزون" أكثرا ثقافة مني، يستسلم أحيانا لإغراء التصنع على سبيل المثال، لا يترددون في إعطاء الإحالات الدقيقة للقرص الإنجليزي الذي يضعه البطل على القارئة أو لسلاح الجيب الذي يشهره تحت شوارب الزائر. أنا، أترك هذه الإيضاحات العالمة للمرسل إليه الذي إذا مر بخاطره في يوم ما أن يقدم إلى منزلي لسماع " ديك النتون"، إذا تحدثنا عن الموسيقى مع الأسف، ليس لي أحدث من هذا الاقتراح.

س: شهرتك، تستمد على أي حال سواء من غليونك [الشبيه بقرن الثور] ومن مشمع "نيستور بيرما"، كما تستمد من الجوائز الأدبية التي لم تعزك مع ذلك: "الجائزة الكبرى للأدب البوليسي" عام 1948، و "الجائزة الكبرى للسخرية السوداء" عام 1958 .

ج: إنها لم تعمل على التعريف بي، فيما بعد بكثير فقط، في اليوم الذي اقترح على أن أجمع في كتاب أعمالي غير المستكملة، أدركت أن الشهرة قد طرقت بابي. فكرة غير مألوفة! رفضت، بالتأكيد. أنا أعمل بدون جذاذات، بدون تصميم، بطريقة تلقائية. فأدراج مكتبي مترعة بمخططات إجمالية لروايات تركت كتابتها لصعوبة لم أتمكن من استدراكها، لمكيدة لم أتمكن من فك خيوطها. لكن كنت أدرك قبلا الشريط الذي كان سيزين هذه المخطوطات الحقيرة: " الأعمال غير المستكملة" لـ"ليومالي"."سمفونيا" من أصوات الغربان، نعم !

س " : ماذا عن الشاعر ؟

ج: الشاعر أيضا أكثر تلقائية من الروائي، بما أنه يبدع غير واع بما يفعل. كل شيء غامض في تلك القصائد، الشعر يلزم ذلك. للغموض أهليته، علينا أن نثق به. من بين فضائله الأخرى سبق التنبؤ: في بعض الأحيان، فإن حدثا واقعيا، على مسافة سنوات، يمنح معناه ومعرفته لقصيدة مستغلقة إلى ذلك الحين . حدث هذا لـ"أندري بروتون " ولي أيضا. الكتابة الأوتوماتيكية مثل الأحلام: نكتشف معناها فيما بعد وكذلك، وليس دائما، يمكنني أن أذكر بخصوص أشعاري ما فاه به الكتاب الألماني "جوته"، حينما سئل عن دلالة أثره الخالد " فاوست" : "عندما كتبت" فاوست" كنا اثنين نفهمه، الله وأنا. أما اليوم فلا يفهمه إلا الله. عملي الشعري يفلت مني بالطريقة نفسها، الله وحده يستطيع فهمه. يضاف إلى هذا، بطبيعة الحال، أنها تعكس شغفي الذي لا يمل بالجسد الأنثوي شعاري المفضل(...)

س: قال "روبير سباتييه " بحق، في كتابه " تاريخ الشعر الفرنسي " بأن لك ميلا لمصاصي الدماء، للقتلة المشهورين، لشخصيات على طريق " لوتريامون"، لرؤيات ليلية، للممثلات الجميلات وللحب".

ج: آه نعم، هذا... قبل أن أموت ، أتمنى أن أحقق أمنية ، أن أعيش صفحة من رواية: أرى من شرفة ليلة صيف، صافية، البحر على مسافة أمتار يسمع ارتداد أمواجه، وأضم بين ذراعي المرأة التي أحب يبدو الحدث [ميلو دراميا]، أسلم بذلك.

س: من جهة أخرى ، ينقصه قليل من الهامات (؛ مصاصي دماء).

ج: إيه ! ماذا تعرف عن ذلك ؟ تلك المرأة بالتأكيد هي من ستمتص دمي .

س: قل لي " ليومالي"، أرى أنك تمنح نفسك من الحرية أكثر مما تهبه لبطلك المسكين "نيستور بيرما" .

ج: لا تصدق ذلك، يابئيس! أنا، الكاتب، ملزم باليوتوبيا وبالمضايقات وبخيبات أمل : في الحياة، البحر ليس أبدا في صف الخطوات المرادة .







ملحوظة1:

[المصدر : Léo Malet , un auteur de polars, lire n° 105 ,1984]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى