محمد علاء الدين - نصوص..

" سيدة الملائكة"

إهداء إلى سيدة الملائكة أمي حبيبتي


ثمة أساطير
تسكننا
ونسكنها
فنحن أبناء الأسطورة
نحيا.. في كنفها
ويسير عقلنا على صراط الوهم
بين جنة.. وجحيم
إلا أنك
أرضعتيني الحلم
وفطمتي عقلي على وعي بالقلب
وكنت أنت الأسطورة الحية
تقول الأسطورة :
" الأمهات ملائكة بآجنحة بيضاء كبيرة
وأحضان واسعة
يفترشون السماء بالورود
ويتنزلون من أبواب الرحمة
في كل لحظة
ليرسوا في القلوب وجسد الأرض السلام"
وآنت.. سيدة الملائكة
سيدتي
وقلب الأرض النابض
بالحلم
عليكي
السلام


الجميع يرتدي أقنعة بيريختيه
الجميع يعرف أن الجميع مزيفين
يتلونون كالحرباء بألوان الطيف
وعلى وجوههم إبتسامات خشبية
وعيون تفتح باب الستر
وأنت.. مرآتي
صورتي
التي أرى فيها وجهي الحقيقي
لا الوجوه المزيفة
لأنك حقيقية مثلي
لأن دمي من دمكي
لأنك بصيرتي
لا البصر


الشيطان زرع الكراهية في الأرض
والإنسان.. حصدها
فقابيل لم يكن ليقتل هابيل
بسواها
كره أخاه
ونفسه أعماها
فصارت سنة بشرية
لا تقتل
قل
لاتزني
قل
لاتسرق
قل
لا..
ولا..
لا تكره
قلتي
أختصرتي الوصايا العشر في كلمة واحدة
ووضعتي ضلعا للنقاء
في صدر البشرية
لا تكره
قل
فالحب نور أضاء عتمة التاريخ
وصوت ينشد أنشودة البقاء
لبني جنسنا
الحب مرآة للتائهين
في عالم مصاب بالعمى
والكره مرآة للاغتراب
لاتكره
قلتي
فصرت
إنسان


" مرآة"


إهداء إلى زوجتي وحبيبتي وسام عشري


مضت خمسة أعوام
وهي لازالت هنا
تحمل آحلامنا فوق ظهرها
وتسير
تنظر إلى حلمها
من شباك غيمة بللت السماء بالماء
الهاطل على أرضنا
فسماؤها أرضنا
وأرضها سماؤنا
هي تعشق الإله الظاهر في براءة قلبي طفلتيها
وتعبد الله
بالصلاة لنا


لم تكن كباقي الأطفال
لم تلعب.. مثلهم
لم يكن لديها عرائس ذات أجنحة ملائكية
ولم تلعب الأستغماية مع الشياطين الصغار
لم تتقمص شخصيات أفلام الكرتون
ولم تكن سندريلا ذات ليلة
لم تلعب سوى الطاولة والدمينو والشطرنج
في النادي مع أبيها
لذا
فهي حريصة
على أن لا تكون الحياة لعبة
تنتهي درو
لا فائز ولا مهزوم
فتطر لهد الدور واللعب من جديد
أو لعب لعبة أخرى
لذا
فهي حريصة
على أن تقول checkmat
للخوف


حين تنظر في المرآة
لا ترى نفسها
ترانا
فتهندم ملابسنا
وتهذب ملامح أحلامنا
وتضع تاجا من الياسمين على رؤسنا
لكي نستقبل الفجر
مبتسمين
وتكون سعيدة
لأنها أصبحت الآن
جميلة


"الحياة"


على أنغام الموسيقى
ترسم طفلتي قوس قزح
على جدار القلب
ليكون أبيض كالحليب
الكبيرة
تاليا
تلعب كل صباح مع ميكي
بأشعة الشمس
يعبران إلى الضفة الأخرى من الحلم
على ظهر يمامتين
بابا
أريد أن ألعب
تقول
أحملها على كتفي
وأهرول بإتجاه القمر
أمسك بحبال أشعته
فيطير بنا في كون لامتناهي
هنا
تضحك تاليا
فيظهر ملائكة صغار
ينشدون معها آنشودة الحب
الأبدية
الصغيرة
تالين
لها إبتسامة ملائكية
عندما أقترب منها
تنظر إلي
تبتسم
تحرك جناحيها برفق
تستدرجني بملامحها الصغيرة الحنونه
من حيث لا أدري
فأحملها على يدي
وأسير بها في شكل دائري
حول قلوب العاشقين
لترزقهم الخلاص الأبدي
من ظمأ التيه
والجمال
هنا
تبدأ في الملاغاة
فتنفتح أبواب الحلم
على مصراعيها
بسببهما
أصبح لي جناحان
أطير بهما في فردوس أرضي مهول
خزنتها ملائكة صغار
يفتحون أبواب الحلم
والحياة
ينسجون من قلوب العابرين رائحة المسك
ويسقون التائهين من عسل مصفى
هي أذن رحلة سرمدية
لنزع الحياة من الموت
أو لنقل
نزع الموت من الحياة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى