ياسين الخراساني - سماد الغياب

هل تراني بين حبّات المطر
هل تسمع صوتي أثناء العاصفة
و لكن ...
أجبني أولاً
من سَيَكْنُس الصدى الرَّديء بعدكَ

عندما كنتَ تمشي
كان الضّباب الأعزل يَشْحَذ بَيَاضَه أمامكَ
النهر في حِزامك مَشْحونٌ بثمان قطرات
حينما تراني لا تقل أنكَ مشيتَ
و إنّما الأرض تَحتكَ دارت

لِنَتَّفِق منذ الآن على تعريف الغياب:
أن يحتلّ اسمك الفضاء النقيَّ
بين عبارتين متزاحمتين ...
و أن تنضج ثِمار المَنْدَرينَة
فطالما قطفْتَها خضراء

لا تأخذ معكَ سيرة اللّيل الكهل
دع لنا من يجلس إلى المائدة
في الكرسيّ المقابل للصّمت

هل لوّحتُ لكَ بسحابةٍ بيضاء
و هل ابتسمتَ في شعاعٍ من الشّمس
و من يُدْفئ اللّيل بعدنا
بكوب شايٍ مرادفٍ لصوف الشّتاء

شَتَلاتُنا معلَّقة على الهواء النّازح
إلى شرفةٍ تطلّ على الجنوب
فوعد النّسيم يربو بالشّتَلات
أكثر من النسيم ذاته
….
….
….
الصّباح
سليمٌ معافى من شغب الوخْز
و السّلام
ظلّ الأشياء محرومة الظّل
اليوم
تصفو شجيرات المَنْدَرينَة
من هاجس الفضاء الضيق ...
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى