عبدالناصر الجوهري - حمْلُكِ كاذبُ.. شعر

لا هالةَ سوداءَ تحيط العينَ،
ولا أنْفكِ قبل الحمْلِ تضخَّمَ؛
حمْلُكِ كاذبْ
لا النومُ على جانبكِ الأيسر جرَّبْتِ،
ولا الأطعمةُ المالحةُ اُلْتهمتْ عند وحامكِ،
لا غثيانَ يقلُّ بــصُبْحكِ؛
حَمْلُكِ ..كاذبْ
حين ارتفعتْ بطنكِ للأسْفل؛
ظنَّت كلُّ العرَّافاتِ ..
بأنكِ حُبْلى في طفلٍٍ
سيصيرُ مُحاربْ
سيحرِّرُ أرْضي من أنياب المُحْتلِّ الغاصبْ
فاخضرَّتْ أعوادُ العِتْقِ ..
وبندولُ السَّاعة يلهثُ خلف عقاربْ
والقابلةُ اختزلتْ فرحًا
وأشاعتْ أنباءً للخصْيان،
وزُفَّتْ بــتفاعيل لبحْر المُتدارك،
ظنُّوها للمُتقاربْ
والبنَّاؤون إذا صعدوا لبنايات البلدةِ ؛
يحكوا عن فارس،
ضاق بمن يفرض فوق هموم الفُقراء ضرائبْ
والحطَّابون إذا نزلوا الأسواق حكوا
عمَّن سيمزِّقُ كلَّ صكوكِ التَّنكيل،
وأنَّ الشاهد مِنْ بين بشارته
سيعود الطيرُ الهاربْ
فانطلقتْ كلُّ أغاريد النسوان ..
وصغن الأشعارَ الشعبية ،
بل وأقمن عقيقة يطعمن المحرومين،
وكرْمى لـــجنينٍٍ قد أُفْلتَ من بين مخالبْ
والجدَّاتُ
تغنَّوا بعلامات المولود القادم ..
وامتزجت فيهن دموعُ الفرحة ..
بالحُلْم الغائبْ
وتغّنوا أنَّكِ لستِ بـعاقر ،
أنَّكِ لستِ بـــحقْل تجاربْ
وأخذنا عند الصُّبح ..
نُزيِّن كلَّ قواربنا
القارب تلو القاربْ
حتى أبحرنا قرب شواطئنا المهجورة ..
حتى أطلقنا آخر ضالٍ تائبْ
وقُبيل أفول البُشرى ..
جهَّزنا محْراباً ،
كتَّابًا
وحروفاً،
وطبولاً،
وخيولاً
وكتائبْ
كيف الخرَّاصون أشاعوا
أنَّكِ حاملُ فى يوم الزِّينةِ ..
وولادتكِ المزعومةُ
قد تفتُح باب المجْد على الغاربْ ؟
فـأفيقى- يا مسكينة - من وهْمكِ هذا
حَمْلُكِ .. كاذبْ
حَمْلُكِ .. كاذبْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى