كمال أبو النور - كسراب حسبوه نبعا.. شعر

سأرسل إليك ملايين القبلات
عبر التردد الذي اكتشفناه لشفتينا
أما قلبي سأضعه على ظهر فراشة
فاستقبليه كوشوشة بأناملك القطنية
وادخلي به إلى غرفة العمليات
التي شيدناها من رحيق أنغاسنا الخجولة
هل تتذكرين قلبي عندما كان
يتحول إلى " بلياتشو “
يقوم بحركات بهلوانية
من أجل وردتين تتفتحان
على إيقاع ضحكة
من غمازتيك الغائرتين
- ضحتك كانت أغلى عندي
من كنوز سليمان -
قلبي الذي كنت أفرده كسجادة
تستريحين عليها عندما كنت
تشعرين بالدوار من كمية العسل
المتساقط في روحك من أشعار العذريبن
الذين ماتوا دون تذوق جمرة
ظلوا يشتهونها كسراب حسبوه نبعا
من شدة ظمئهم
قلبي وقلبك كانا كتوأمين ملتصقين
تم فصلهما بقنبلة صنعها الشيطان
من تقاليد العائلة
هذه القنابل تستخدم دائما
لتفجير السعادة من جذورها
تستخدم كفخاخ للإيقاع
بذكريات العصافير الهاربة من أعشاشها
بحثا عن نهدين يتوقان لمناقيرها
أنا هنا في مدينة حذفت من قاموسها
كل مفردات البحر والسماء والطيور والشجر
مدينة بلا تاريخ للعشاق المجانين
والمجاذيب والمطاردين والرهبان
مدينة استبدلت الماء بالنار
والمنازل بالسجون
والميادين بالأسوار
والنوافذ بالحوائط
وأنت هناك بالقرب من الجنة
التي طردنا منها بلا جريرة
تهمتنا الوحيدة
أننا استضفنا الصباح
في قلبينا حينما كان يبحث
عن مأوى يسمح للشمس
أن تولد من جفنينا
وتصرخ صرختها الأولى
إيذانا بعودة الطيور من المنافي
وعودة التردد الذي اكتشفناه
لإرسال ملايين القبلات
للمنازل والميادين والنوافذ


كمال أبو النور


* من ديوان ( قفزة أخيرة لسمكة ميتة )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى