روان علي شريف - سارقة المعبد.. قصة قصيرة

تغيبين مع الشمس فأرحل مع أخر شعاع لأسكن مغارتي واستقبل ليلك الطويل،الريح تعوي
خلف نوافذي والصدى يردد ما تيسر من اعترافات على المكان. وجه بلا ملامح في المرايا
معلق على ظهر قلب يلتمس الخضرة من الأعذار و صحراء الهواجس منبت للنار..
وتعصف بي الريح مرة أخرى تنحني قامتي وآنا شموخ النخيل المتدلي من هامات العشق
تتعبني الظروف المتجبرة.
من وجه المرايا نطقت حرفا وفي صمت هواها ارتسمت جراحي… يا لهذا القميص الملطخ بدم الخيانة
ورحلت كما رحلت أرتل آيات العبور في خشوع،رحلت من أوراقي والخوف القابع على الشفاه يتلو أذكارها ،حين الفجر توارى واتسع مداه خوفي بح صوتي والضائقة توعدتني بصيف حار رسمته اليوميات.
أمد نظري..ترتسم في الأفق خيولك وسنواتك الثلاثون العجاف وما تيسر فوقهما من حنين.
أصابع الاتهام يا سيدتي تتوجك بكل إبهام طاغية استولت على قلوب الناس..أسكر من دون الآخرين منك تصورني الخرافة في الانبعاث ضحية يا وجعا يمتد في المدى..أعزف ما تبقى منها من عطر دمعة تحمل آخر العواصف ومنك صهيل
باك لخيول جموحة مرابطة في جفون الليل.
قبل انقضاء الكوابيس تجيئين بالرغبة ،بالهيام ،بهزائم الماضي المبتل بصرخات من صلبوا في قلب الذاكرة.
تأتين بمراسيم العزاء أولا ثم بالأماني المنسية وعلى خطى الدرب الطويل أراك محملة بعناصر الملحمة والامتياز.
أتعشقين وجها وشمت وجهه حروف من نار يكتب الغياب؟أتستهويك مثلي القراءة بين السطور؟
قد تتخلصين من حروف العلة وتقتربين من حروف الاستفهام وفي نبرتك يستوي الظل بالظل لحظتها فقط يتلاشى المنطق والمعقول ويسمعك الربح أغنية لا تعنيك يتغنى بها كل من نجوا من العاصفة.
أجيبيني لم تسكنك الورطة مثلي؟لم لا تترك لك الدهشة ما تيسر من ثبات ؟ لم لا تكتب لك الشهادة في الانفجار الأخير مثلي ؟.أسننجوا من المجزرة لكي نبقى شهودا ونؤرخ للمسألة ؟
لو لم نلتق في عنق الزجاجة،لو لم تقاسميني الشفق الأحمر،لو لم تكوني كما تخيلتك لأعدت تشكيلك في لغتي لكي لا تفقد الحياة حياتها،لكي لا تفقد اللذة لذتها.لكي لا نفقد بعضنا البعض .مرة أخرى أشم أنفاسك في القرب و أسكر في بعدك وأتلاشى في حرارة قهوتك سكر. وتتوحدين مثلي في زاوية المنتهى حتى نصير من الألم دالية لكل المفقودين،لكل المنفيين. أنت يا سيدة الجرح والملح والفرح عندما تدق أجراس النسيان..أتوق أن تنبعثي من رماد قلبي لأبعث ثانية من رمادك..
لو يمكنك الصهيل مثلي..لو تتجرعين سموم الضياع مثلي جرعة زائدة وتعودين مع مواسم التأبين..ظل يتبعني تخلص من انكساري ..ما لم تعلميه يا سيدتي إني سأحتفظ لك بكل الحسنات في زمن كانت وجهتك كل الرياح
حتى وان كنت تنفردين كالموت بالجبروت آذار جاء بك من الملكوت ربيع أخر تتحدين الفصول تقتربين وتبتعدين
كتنهيدة البرق في الومضات سيدة العقل ما دمت أنت الضحية مثلي ، يا ترى من سرق الحكمة من معبدي المحروس؟

5741501-444199244.jpeg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى