آدم إبراهيم - لولاك قدري.. شعر

(١)
تخبز ُ أُمِّي
رغيفتين على العشاء ؛
وتطهو قدراً قليلاً من العدس المسوّس ، بلا ملح!
وهناك المئات من الجوعى
يتكوّرون على رصيف رزق الله الحلال!
الجراثيم ليست مؤذية - هكذا يقول الضمير:
من قال أنّ الأمنيات تتساوى في القسمة؟
بجانب الأمل ؛ يستلقي العديد من الجثث اليائسة
إياك وأن توقظها ؛
فالأطفال اليتامى يبكون أكثر ممّا يلعبون ؛
وصخب صراخهم يملأ حجافل الفضاء.
يريدون هَدهَدةً لا غير ؛
لكن ، لا أحد يكترث لتغيُّر المناخ في مشاعرهم
من الممكنِ أن نراهن على وهم سراب
مِن أن نعطيَ أحدهم خبزاً وماء ودفئاً من العاطفة !
لا أحد يأبه ؛
والكلُّ يُنكر..
(٢)
اُسبوعان ونصف قرن
على وفاة الخرافة
وخِيام الطقوس ما تزال منصوبة
ماذا يفعل الرُهبان داخل المعابد طيلةً؟
أيُناجون الله ، أم يمارسون الجنس المحرّم؛
أم يحاولون اصطياد الشيطان بتعاويذهم الرّاجمة ؛
أم يبتكرون أسلوباً ، بديهاً ، جديداً للخُرافة؟
لا أحد يدري بالنوايا ، أو ، رُبّما ؛
يقيمون مراسماً في شرب الخمر المُحلل في الجنان
قالوا:
من يجرؤ على تحدِ الله ؛
فالويلُ له..
الحُوريات: لا يجيدنّ وضع الميكآب ، ولا الرقص
أكثر ما يثير الرغبة فيهن ؛
قصيدة كتبها مجنوناً فقد ذراعه الأيمن في الحرب
فنسيَ ذلك ، ومنذُ لحظتذاك ؛
يمشي أعرجاً..
(٣)
خذ ما شئت ، لا بأس:
اسكب لي قليلاً ، مرحى ، لنهنئ بالحياة
السياسيّون: صفقاتهم تتضاعف أكثر وأكثر
كلّما دقّت طبول الحرب ؛
هرعوا إلى بوابةً للمساومة مع الجنرال
بالمديح وأهازيج الهُتاف الزائفة ، يحصلون على الرضى
وتتضائل: كلّما أُعلن عن سلام ؛
( لا تخمدوا الفتنة، أبداً .. إيّاكم أيها الحُثالى ، ألا تتقاضون؟ )
لذا يخافون المراهنة على القضايا الشائكة
من يجرؤ على تحدي قدره ؛
أيّ احمق يفعل ذلك؟!
(٤)
الرّومانتيكيون سئموا من الترويض بالموسيقا
كفُّوا عنها ؛ وذهبوا إلى ساحة المعركة
عمّ الدمار بجميع الأرجاء
قد تهالك كل شيء.. تقريباً
إذ لم يبقَ الكثير ؛
والبشريّة ستعلن عن إنقراضها
قريباً ؛ في العاجل من الزمن
وسيبقى بهذا الكون:
فراشتان تحلّقان بين الرُبى
زهرتان تنثران عبيراً زكياً في الفضاء
أطفالاً لا يعرفون شيئاً عن الحرب
سمكة تعشق السباحة في البر والبحر
وأيلاً جميلاً يتسلّق الجبال وراء الوديان المخضوضرة؛
ليواصلوا مدّ الأنسنة إلى شواطئ الخُلود
رُبّما ؛ سننجو من الغرق..

آدم إبراهيم
٢١/فبراير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى