السعيد عبدالغني - قراءة فى شعر مرزوق الحلبي وديوانه " فى مديح الوقت"

تنمية الرمز فى العالم الباطني الفردي الجواني غير العالم الظاهري الجمعي، بشكل لا يحاكي بنفس الدلالات الرؤيوية بل بتخريج جديد ، بدون تعقيد لا يفك يكتب مرزوق رغم تخلف المعاني السائدة فى المجتمع العربي وانحصار جغرافيا الرؤي وتنمرها على الوالف مع العمق الشطحي الصوفي .
الجذر الممتد فى الزمن كله عن طريق المدركات القرائية وعدم الاقتصاد فى توليف اليومي بالعمومي الكوني حيث يتراوح فى طلب عرفان الوجود والماوراء سواء فهو أحيانا يعبر بكلية ينبثق تحتها نماذج تفصيلية كثيرة فالتعبير بكلية لا يجفل جوهر المفهوم أو الموضوع وأحيانا يعبر بتفصيلية ليلامس سيكولوجية بعدية لعنصر ما .
إنتاجية كيانه بها جزء من يديه ، بها نمو كبير من منطلقات زمنية ومكانية وهذا يجعل التعبير شاسع غير عاجز وغير منطوي فى فئة مفهومية.
اللغة الصوفية الوصفية الوجدانية السريالية قليلا واستخدام الألفاظ التى تحوى معانى شاملة كلية في أنفس المرهفين، الشفافية الإبداعية عن طريق الغوص فى العلاقات بين المشبهات والمجردات.
التفصيل والرؤية المتاملة لكائنات الطبيعة والحلول فى حياتها واسترزاق أبعادها عن طريق الكلية الحلبية والمقارنة الشفيفة بين ما ال إليه الإنسان وما ال إليه اشباهه.
الكتابة عن بعض معالم الشساعة الخارجية وارتياح النفس الشاعرية الخرافية فى هذه الأماكن مثل المقهى والبحر والحديقة وتذليل اشيائها وكونيتها وتراكيبها في الوصف .
الحديث عن قضايا مثل الحب من خارج الدين والصداقة التى هي معنى واضح فى أغلب القصائد وليست الصداقة الإنسانية فقط بل مع الآخر المتفسخ من الأشياء والاناس والكائنات والالوان ..
المرفأ الحلبي هو الوجدان بعد التيه فى الأفكار والمذاهب والمخالب المسنونة لاعتناقات الناس حيث يقول " لو انى عرفت
لكنت نجوت من السير خلف قلبي"
هنا يتجلى عدم البعدية في المعرفة التي هي حقيقة العقل حتى يترك الكيان الذاتي للوجدان وما يفتحه من سراديب فى الاطمئنانات والااطمئنانات .
التجديد فى معنى الحب ومحاولة تخليق مفهوم جديد عنه والتخلص من الإرث الشعوري المتبع بالثورة عليه ومحاولة أخذ الزمن على محمل الصير لا التبعية وهذا ليس معناه الانسلاخ من كونيتنا السابقة بل الإبداع فيها بما يتناسب مع حدود الوجدان العصري وتفتيت عقله للكثير من التمثالية الوجدانية غير المعللة بشكل قوي .
الحديث عن النهاية فى الموت وأسبابه الكثيرة وتمجيد الحياة المتفجرة من الحرية الذاتية غير المؤمنة بالانتماء وعدم الموت من أجل الناس التى لا تستحق شيئا وإشكالية الفدائية للوطن .
اللاانتمائية الواعية بزيف المرافئ الفكرية والوجدانية ، سارح الحلبي فى السراح باحثا عن نفسه وعن الوجود رغم الحاحات المرافىء بالقدوم واعطاء هوية جاهزة هلامية ، الحلبي خالق لكل ما فيه وخالق كل شىء فى وجوده الكلامي والمعنائي والباطني .
الانتباه إلى اللغة وما تفعله من عزاءات تخلق في النفس خلاصا وهميا، تدمير فكرة الخلاص من العالم الخارجي وإعطائها نسب وجودي بمواجهة الذات على أنها آنية التكون في كل كسرة زمن.
اللامذهبية فى الديوان حيث هو كل المذاهب وهو اللامذهب ، يكتب بانواته السائرة فى المذاهب لا المنتمية لها ، المواجهة لنهايات كل المذاهب وخالصها كرحلة فى الدروب موزعا اناواته في مفترق الشعر وكل أنا تذهب فى درب باريه تاريخي أو مستقبلي .
السدى عند الحلبي معنى أساسي غير مفلس تنتهى إليه حيوات الكثيرين ممن يمتلكهم المجتمع ، يقول الحلبي بالمعنى لا تقدم نفسك كقربان لأي شىء لأن لا شىء يستحق افنائك لذاتك بنظرة وجودية بدون طوباوية ، مزق خلقك من موتك .
السؤال وأهميته كان كل جمله أسئلة وكأن الحلبي نفسه سؤال جهوري، مسائل الأجوبة كلها عن قوتها ومسائل الأسئلة ولا مفر من التيه والموت سوى السؤال

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى