نسرين المسعودي - أدفن جثثا تحت الوسائد.. شعر

أدفن جثثا تحت الوسائد
أغنيّ ملء صوتي
فينام الصراخ في حدائق الجيران
أستقبل حمّى الغياب بكماّدات ثلج
و أغتسل بالبكاء حتى الارتخاء الشهيّ
في سكرات البوح مخالبي تلمع فضيّة
تنهش بقايا العطور
و تثمر الأشجار بالذكريات
..................................
لكنني أصفح عن الحياة كلّ صباح
بسخاء و لؤم
أراوغ فكرة أنني متّ البارحة
و أرتبّ أنفاسي الطازجة بحمرة شفاه حمراء
فوق الرصيف أجدني
شهوة صاخبة تخلّصت من العذاب
في هشاشة العناق
يطول ظليّ ليراقص الغيمات
و أتقن جيدّا
جلدي و كسري
و أعرف كيف أسرّح من قبضتي عاهرة في زقاق مظلم
أروّض الجوع بوجبة سريعة
أعلقّ جسدا مبللا فوق حبل غسيل بائس
و أهب السرير لوعة ناشفة
..........................
لكنني أصفح عن الحياة كل ظهيرة
أنفث أنفاسي بسيجارة مستفزة
و أمتطي السحاب حيث الماء
ألعق النار بلسان بارد
.........................
يتكورّ صوتي و يطير
و ألمحك في دوائر الفراغ
تتسلق خيطا عالقا في أصابعي
تجرّني إلى المطر و الريح
و الرحيل و الرجوع
وجهي للشمس وقلبي للبرد
وبريق فوق الغمازات يرتعش
أخشى العناق حين أشتاق
و أرواغ فكرة أنني متّ البارحة
.........................
لكنني أصفح عن الحياة
وأقطف الرغبة بخفة و مكر
و أعلّم قلبي بتر ذراعيه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى