محمد مفتاح الفيتوري - وقفت.. والشمس ملقاة على كتفي

وقفت.. والشمس ملقاة على كتفي = وبيرق الشعر في عينيّ غير خفي
وعاصف يكنس التاريخ فهو دمىً = مستوحشات.. وغيلان من الخزف
وساحرات..يغربلن الفراغ وقد = تناسخ الموت في الاشباح والنطف
وكان موج الرجال الراقصين على = حرائق العصر ممتدا على الجرف
وكنت اركض في حلمي اليك وبي = اليك ما بيَ من شوق ومن ..شغف
لعلّ بعض ارتحالي فيك بعض دمي = في طينة الاخضرين: الماء والسعف
يسقي العظام التي جفّت منابعها = الاولى؛ وينفخ روح الله في الجيف

* * *

وقفت يا سيدي.. يا قوس دائرة = من النبوات ؛ منذ البدء لم تقف
أصغي وأوغل في الاشياء منسكبا = وسائلا في عناق الصخر والصدف
وقد أراك..وادري ان قدرك في = معارج السرّ.. سرّ بالجلال حفي
وقد تباغتني رؤياك معتكفا = على بقايا سراج فيّ معتكف
فأستبيح لنفسي ان أقول لها = في خافت من جريح الصوت مرتجف
فيم اضطرابك او شكواك مطرقة = همّا.. وخائفة ؛ يا نفس : لا تخف
هذا عراق امير المؤمنين وهذي = الارض.. ارض عليّ ساكن النجف

* * *

هذا العراق وكم من غاصب عبرت = احلامه ؛ ثمّ لم يحصد سوى التلف
هذا عراق العراقيين .. عزتهم = في النفس لا في حقول النفط والترف
هذا عراق الألى خطت أناملهم = شريعة الله ؛ في الاحجار والصحف
تكالبت حولهم دنيا مسيّجة = بالنار.. والدم .. والصلبان.. والصلف
واستهدفوا رأس بغداد فما انخفضت = راس ؛ وزادت شموخا وقفة الشرف
وقلت؛ والغيم عبر الغيم ينسجني = برقا.. وينفضني في دمعي الذرف
كم غائبٍ حاضر تحت القباب هنا = وكاشف بثّ شكواه .. ومنكشف
وساجدٍ راعش الكفين.. مجمرة = في مقلتيه ؛ والوان من السدف
وغارقٍ في مقام الوجد تحسبه = طيفا ؛ لطيفِ زمان جدّ مختلف
وقلت يا نفس ما اغلى البلاد وان = ضاق الحصار على ابنائها الأنف
وما ارقّ معانيها .. وان خشنت = فيها الحياة؛ وسالت دمعة الشظف
فأمشي الى قدر لا تعرفين له = الا الوفاء ..ومجنون العراق وفي
واقري السلام
اذا جدّ السلام
على دار السلام
وبوسي الارض .. وانصرفي
أعلى