السعيد عبدالغني - قراءة فى لوحات الفنانة الفلسطينية السورية " مانويلا صبح"

مانويلا صبح ، فنانة فلسطينية سورية ، جامعة لتيمات كثيرة فى الفن ، مجددة فى الأسلوب وفى المذهب الفنى ، لا حدود لما تتضمنه من مشهديات وكادرات للنفس الإنسانية فى مشاعرها كلها ، لوحاتها لغة تواصل مع الرائي ولا تحدد تأويل لها ، حكايا مخيلتها الحرة الفائضة وتوظف كل زمنها للان الابداعي وعلى ما ضاع من الانسان من مخفي .
تكشف عن قيد الإنسان وألمه وعن مطلق الإنسان ونشوته ، عن مشاعر الحزن والألم البارز فى تشكيلاتها التى هى ارواح من خطوط ، النموذج المجرد لخطوطها البيضاء والسوداء ، بسيط وواسع الدلالة ، مفصل وملغز ومركز ، تستخدم وجه إمرأة دوما شاردة .
لم تقتصر تشكيلاتها على الشكل الإنسانى بل تعدت غلى تجريدات مستوحاة من اللاوعي والمخيلة بدرجة حسية عالية وانسكاب لونى مميز ومتحرر من الإرث بنزعة غياب عن السائد الشكلي ، صوفية بدرجة معينة فى التعبير عن الداخل من خلال تجربتى فى الاستيحاء الشعري والمخاطبة لكائناتها ، حريصة على توكيد الابعاد المفتوحة للانسان وتحول طاقتها للحياة لطاقة فنية .
من يدرك نفسه باطنيا إلى بعد ما يدرك المعنى الجوهري للوحاتها فهى مخيلة غير عنصرية الزمنية بل تعبر عن حالات لها وللنفس الإنسانية كلها فى كل زمن ، غير قاصرة على اطار معين وبدون تحيز الى شعور على اخر ، اللوحات بها واقع الانسان المأساوي الذى طالما يعبر الفن عنه بشكل ابدي لانه هو ما به الحركة الداخلية والصراعات مع الذات ومع الوجود .
الشمولية التعبيرية بالتعبير عن النفس الإنسانية بدون تراث وطنها فى اغلب لوحاتها وهذا يفتح أعمالها على كل الناس فى العالم كون الفن عندها غير مقتصر على التعبير عن واقع معين وتاريخ معين وجذور معينة .
أسمي لوحاتها " الانبعاثات التصورية " و " الوحييات الاستفهامية" التى تهديك الصفاء وتهديك التأمل وتهدي كإشارة الى ذاتك بتلغيز ما ، وتهديك الأسئلة اللازمة عن هذه النفس المشكلة بتفاصيل دقيقة جدا وعديدة التركيز على الشعور الانفعالي لديها من منبع عصارة التناغم مع كل شىء
فى لوحاتها اللاتشكيلية تحتفظ بسيمياء جوهرها الذى يعود إلى تجارب مع الماوراء بتصوراته، فى لوحة لها رسمت مانويلا بحشد من الألوان مكونة بوابة للجحيم حديثة منقلبة على التصورات التقليدية الأخرى .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى