محمد حسين بكر - النجم.. قصة قصيرة

أنا شاب في الثامنة والعشرين.. حاصل على ليسانس الحقوق منذ كنت في الحادية عشرة من عمري وأنا أرى إخوتي يتنازعون ويكاد أن يقتتلوا.. كان يومًا قاسيًا، ذلك اليوم الذي أخرجت فيه أمى حقيبة سفر كبيرة من تحت الدولاب وبها رزم من أوراق النقد.. أخذ كل واحد من إخوتي الثلاثة رزمتين واختفى لم أر أحدًا منهم بعد ذلك على الإطلاق..
ومن يومها وأنا مع أمى..

أنا يا سيدتي أعمل عملا غريبًا بعض الشىء منذ نعومة أظافري.. نعم أنا يا سيدتي أعمل "موديل إعلانات" نعم موديل.. فمعظم الإعلانات التي تشاهدها على شاشة التليفزيون قد شاركت فيها نعم.. أنا ذلك الطفل السعيد الذى يأكل في المطاعم الأمريكية، ويتعلق فى سترة أبيه (الكومبارس)، ويقول له.. "بابا إحنا هنيجى تانى بكرة" وبعد الكاميرات ومداعبات الفتيات أعود لأمى المتشحة بالسواد التى تضحك عندما أقول لها "فيه حد سأل علي"، نعم هذا ما أحلم به طوال عمري، أن يأتى اليوم الذى يسأل فيه أحد علي.. أرجوك لا تسخرى مما أقوله.. فأنا يتيم وبدون إخوة، وعندما وصلت إلى مرحلة المراهقة بدأت أعيش جو الأسرة بالفعل.. ولكن في الخيال فقط.

فأحيانًا يكون أبى "حسين فهمى"، فأبدو ذلك البرنس الصغير حفيد الباشا طوال رمضان على القناة الأولى وفى أحيان كثيرة الفتى المتلاف المدلل فى أسرة تعيش فى فيلا أنيقة بالمقطم أو طالب من أيام الطرابيش وأصرخ الاستقلال التام أو الموت الزؤام "الآن يا سيدتي".

أنا ذلك الفتى الوسيم المدلل الذى تهرول خلفه الفتيات فيما يعرف بأغنيات الفيديو كليب الشبابية. لقد غنت لى أصالة وحتى "جواهر" ولو كانت ليلى مراد- رحمها الله- موجودة لاستعانوا بي لأرقص معها فى فيلم قلبى دليلى بدلا من (عادل أدهم فى عز شبابه).

أكتب لك يا سيدتى وأنا فى حالة اكتئاب شديدة نعم أشعر بالوحدة البشعة، كما أنني عصبي المزاج وخارج البلاتووه وعندما تطفأ الأنوار الساطعة أبدو شحطًا طويلا بلا قيمة.. بل لا أكذب عليك.. إن قلت إنني حتى لا أغسل وجهي في الحقيقة ولا أمشط شعري..

بل كل ما أرجوه ألا تصدقى ملامحى الكاذبة هذه التى تطالعك على الشاشة بل أنا فى الحقيقة ذلك الممزق ولولا رحمة الله تعالى لكنت الآن في خبر كان.. لقد حصلت على الليسانس بالعافية إلا أننى أعيش فى قمة الأحزان فأنا أبحث عن الحب أرجوك.. هل من كلمة لديك.. ماذا أفعل.. أريد أن أكون أنا لا ذلك الشقى الذى خلف الكاميرات إلا أننى بحاجة لهذه الأموال بالله عليك أرجو الرد.

** بعد عرض مشكلتك على بعض علماء النفس والاجتماع أجمعوا على أنه أحيانًا تفاجئنا الأقدار واللوح المحفوظ بمفاجآت فاطمئن يا بني.. فإن ما يقلقك ويعذبك لا يستحق حتى مجرد التفكير فيه وعليك الاتصال بي.. أو.. أو مقابلتي.
أعلى