زكريا الشيخ أحمد - لو كانَ الله بَشَرِيّاً.. شعر

تعلمْتُ أنْ لا أشعرَ بالوحدةِ مطلقاً ؛
أصنعُ منْ ظلّيَّ ما أريدُهُ
و جنباً إلى جنب ؛ أسيرَ معَ الظلِّ الذي أريدُهُ دائماً .
تعلمْتُ أنْ استخرجَ كنوزاً ثمينةً
منَ الألمِ الذي يسعى حثيثاً و بشكلٍ دائمٍ لتحطيمي ؛
أناَ الآنَ أملكُ منَ الكنوزِ
ما يكفي و يزيدُ لشراء الكثيرِ منَ المجراتِ و الأكوانِ .
تعلمْتُ أنَّ الغيابَ ليسَ سيئاً دائماً ،
بلْ هو شيء عظيمٌ ؛
ماذا كانَ سيحدثُ للنباتاتِ و الكائناتِ ؛
لو أنَّ الشمسَ كانَتْ دائمةَ الشروقِ
أو المطرَ كانَ دائمَ الهطولِ؟
تعلمْتُ أنَّ العالمَ يقتلُ دونَ أدنى شفقةٍ أو رحمةٍ
التواجدَ الدائمَ و الإقترابَ جداً .
تعلمْتُ أنَّ الغيابَ أحياناً و الإبتعادَ قليلاً و الإقترابَ قليلاً
يولِدُ سحراً في عالمٍ باتَ يغتالُ بوعيّ
أو دونَ وعيٍّ سحرَ العالمِ .
تعلمْتُ أنَّ العالمَ لا يحبُّ الظلامَ الدائمَ
و لا النورَ الدائمَ ،
و أنَّهُ لا يحبُّ ربيعاً دائماً و لا صيفاً دائماً
و تعلمْتُ لو أنَّ الله كانَ بَشَرِيّاً
لأهلكَ العالمَ بعدَ سبعِ دقائقٍ منْ خلقِهِ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى