د. عبدالعزيز دغيش - الكونُ سكونٌ على ضجيجِهِ.. شعر

الكونُ سكونٌ على ضجيجِهِ
أصيخُ ولا أسمع
إلا هفيفك وأصدائك
وإلا مواويلُ قلبي
تُرجع لحونِك سلوائي
لا شجن لحواسي وانفاسي
سواكِ
سوى ايقاعَ همسِكْ
نبضات شرايينك
ونغمات آهاتك
سوى أشواقي تتصبّبُ نداً
يغسلُ دمي ، يبارك حَمِيّتَهُ
وهو في زهوِهِ يجوبُ
في أرجائك
يتنسمُ نقاءا عبيرا وشذاً
وطيبَ هواءِ
سوى إلتحامَ الروح
واغتنام لحيظات صفاءِ
لا شجن إلا لعينيك
يا جميلة الخَلْقِ والخُلُقِ
وهي تضفي على الوجودِ
جمالا وكمالا
تمنحُه معناه
تحلُ معضلاته ومشاكله
تداويه
تبعثُ فيه الأمل كلما
أضناهُ سقمُ
أو عطِنت أحلامُه
وبات بلا رجاءِ
ليتني الساعة واردٌ
من بحرِ عينيكِ وسماء صفائك
ليت لي قطرات من غيثك اللحظة
من حنينك ، من معانيك ، من أنوارك
أروي بها أشواقي
وأُلَطِّفُ أجوائي
الكونُ نعيمٌ على جحيمه
طيبٌ على خبثه
خيِّرٌ على شره وجرائمه
محتملٌ وجميلٌ على قبحِه
وسرورٌ على ضرائه
في وجودك ، في حضورك
في إطلالتك وحلولِ طيفك
ما يرجِّحُ الكفة
يجرده مما به من نوازعَ بلاءِ
وميول بغضاءِ
يتلاشى من دونك الحياءُ
تقفر الدنيا ، يضيع منها الأنس
تخلو مما يستحقُ الحياة
تمسي غابةً سوداء
.
.
-----------------
عبدالعزيز دغيش .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى