أغاني الفتى الطّائر

انتصرت على الخيال
فأنا الآن أكثر غرابة
كان يكفي أن أُمَسِّد على ضَرع خاطرة
كي تُشْعِل لي الأرض غناءها
و تُمْطرني بوابل من الغَزَل الجاهليّ ...

لم تعاتبني الكلمات الحزينة على خيبة الخيال
فأنا لست بائعاً متجولا للفرح
و أيْقونَتي معطوبة في شَرْيان القداسة
كنت أشمّ في يدي رائحة الخوف
فأمسك بعصفور ينبض من البَلَل
ليَرْوي لي عن العاصفة التي أضاعت خرائط السماء
لكنها أتقنت أخاديد القلب

أنتَ ضيف على المُطْلق
أخبرتني أقرب السّيدات عند لحظة الولادة:
صباحك سُكَّر ...
قم لنمشي معا فالشّمس تغرب فجاءة
بين قرني ثور
يخشى الهَشاشة
و احتمال المجزرة

لم أُكْمِل تفاصيل الحُلْم
و خرجت من الرَّحِم
لأني فضوليّ بطبعي
و غِنائِيُّ العَبَث:
...أمي أنا لست من أسقط حبل الغسيل
ويداي تنْبُضان من رَعَش الطّير البليل ...
أمي أنا أكبر فانتظريني ... كي نموت معا …


...
البنيّ الكثيف في الذّكريات
يدل على أن سكّان الأولمب
يحبّون اللّعب في الطين
و المكوث طويلاً قرب المُطْلق
يوهن في النّفس حمام الحكاية
كان يكفي أن أمتطي رُخَّ الأسطورة
كي يحلق بي عاليا
إلى سدرة النّهاية ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى