صلاح عبد العزيز - المنشدات.. شعر

كنت أنشد لهن :
لم يكن لى بيت حتى أسكنه
لا أعرف غير الغابة
فى دمى
كنت بلا ثياب
السماء والأرض وباب الخيمةِ
وفوق منكبى طوطمى الغزالة
أنا ابن كهف الوقت
إبن العقارب والحيات
والشجر
تنز القصائد منى
كآخر ما يكون من القبيلة
لم يكن لى بيت حتى أسكنه
فاشربن من جرارى
معى ما نريد
عصير كرم وعظام موتاى
ولحم قديد
وحجارة نكتب عليها أسماءنا
كنتُ معهن أينما كانت القبيلة
على عظام الحيوانات
أكتب تاريخها المنسى
وأصوات الثعالب برأسى
أضلاعها المنثورة جماجم قردة
نحمل بيوتنا معنا
وكانت القبيلة فى التلاشى
قلن لى ساعة أن ذرفتُ الدمع :
انتبهت الريح إلى الباب
أنت الذى ثبت وتد الخيمة
ومع ذلك أنت الذى وجهت بابها
اخترت الاتجاه الصحيح للرمال
أصبحنا رملا فى اتجاه الريح
المنشدات فى السوق
أنبتن الفرائس فى الدم
على لسانهن الذكريات مدية
تأكل وجوهنا
برماحنا المسنونة
على حجارة أرواح أسلافنا
كان حفلنا بيْع لهن
دخلت قصائدنا
غرست رماحها فى صدورهن
فبعثرن أسماءنا
لم نكن غير بقايانا
وعند أول شعاع
كانت قصيـدتى الباكية قد مُزقت
على ألسنتهن


صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى