ميرندا عبد الرحيم العلان - انا ووردتي الحمراء والليل والمطر

كان المطر يتساقط في حنو ....وأنا أنتظر الحافلة لاعود إلى البيت.. وكانت السماء تكتسي أثوابا من ديمة الغيوم الرقيقة..
المطر كان كالندى يتساقط فوق خمائل وردتي الحمراء..والتي اعتدت أن اأحملها في طريق العودة كل ليلة...
في سكون الليل وزدحام الشوارع وأضواء المحلات والسيارات.. سمعت همسا قرب قلبي.. كانت وردتي
وكانت علامات حزن على خمائلها.. وشوشتني وطلبت مني ان نمشي من هنا .. استجبت لطلبها لأنه كانت في نفسي رغبة ان أسير تحت المطر في هذا الليل..
فتحت مظلتي وسرت في الطرقات.. لم أكن ألبس قبعة .. و كان معطفي الطويل يلتف حولي في هدوء
ومظلتي تلتقط حبات المطر وتنثرها حولي. نسيمات الهواء الرقيق تتغلغل في شعري وتدندن ...
الارض المتبلة تلمع في عيني .. وكلما مررت بمكان يتجمع فيه الماء أرى القطرات تصنع حلقات حلقات تتسابق على ان تصنع موجة في بحيره عطشى...
كنت أسير في خطى بطيئة .. لم أكن أريد الوصول... وردتي الحمراء لم تبتسم..فهمست لها أسألها عن مصابها.. فهمست في حزن وقالت : أنا عطشى.. لم أرتوي .. لم تلامس خمائلي قطرات الماء
أقفلت المظلة ووضعتها في حقيبتي.. واحتضنت ساق وأوراق وردتي.. وأسندتها على صدري
وسرت... وازداد انهمار المطر..وأنهمر وانهمر .. بلل خدودي وشعري ومعطفي ووردتي تغني..
وتغني وانا أغني معها. وسرنا معا في الليل والمطر.. والمطر والليل في انهمار .. وانا أنهمر وأنهمر
وأقدامي تتراقص في خطوات تسابق فيها انسكابي على برك الماء..وتصنع زوبعة من تراشق لدقات قلبي مع كل خطوة .. ووردتي أطلقت رحيق عطرها وهمست لي قبليني.. وحين قبلتها كنا انا وهي قد غرقنا معا في بحر من العشق للّيل والمطر


ميرندا عبد الرحيم العلان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى