مروى بديدة - ألم في شبابي.. شعر

من يحاصره ألم في شبابه
كي يبقى نظيفا و براقا
جليد فوق العيون
جليد تحت العيون
دائما الأذية بيضاء و باردة
حروق يفعلها الثلج
بليغة و خارقة ، أخطر من اللهب
إذ لا مفر ...
فأنضج و حتى الإعاقات تنضج
أحببت و كرهت
فصيرته جامحا هذا القلب
و دست على ضعفي بقدم واحدة
حدثت معي أمور كثيرة في الشوارع و البيوت
في الخفاء و بسرية
حتى الفضيحة لم تكن سيئة
و آه كم خجلت !
كان الشغف مريعا
فتعبت حينما غرست أنيابي في ثمار نيئة و مغرية
إبتلعت ريقا حلوا و علمت أنها الشهوة تهلكني
فقدت الإنضباط و فعلت ذلك بحبور
كانت الخيانة مرة ، تعذب الفؤاد
كم تمنيت أن أغدو صريعة بطلقتين في الرأس
قتلا رحيما دونما تأنيب
ما من أمر بفظاعة الندم
داء يأكل الروح و يلقنها الحذر
فلم تعد تقفز أبدا من السطوح العالية
ودعت أحباء قدامى و رفاقا كانوا يمسكون بيدي
و لا أسف بعد ذلك
رقصت تحت المطر بقبعة و معطف فراء
حتى تنشقت رائحة ذئاب في أدغال بعيدة
خفت مرة أخيرة
لكنني لم أهرب
تعلمت متى أنهش فرائسي و متى أرقد مسالمة
ألم في شبابي
و شروق في الصباحات الضجرة




38

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى