عبد الواحد السويح - بَيَان شعريّ..

هاَ قدْ فتحْناَ أعينَنَا نحْنُ فراخُ الشِّعرِ نؤمنُ بهِ أحدًا ولاَ نُكفّرُ الزّائغينَ
لأنَّ عودتَهمْ إليْنَا حتميَّةٌ
فتحْنَا أعينَنَا ولنْ ننظرَ هناكَ ولاَ هُنَا
قِبلتُنَا حيثُ بدأنَا فراشةَ أنْ نثرْنَا اللّغةَ واخترْنَا اللّعبَ بالنّار
نحْنُ جميلونَ وخفقاتُ مخلوقاتِنَا الملوّنةُ لا تصمتُ أبدًا
كمْ نثرْنَا منْهاَ وكمْ علّمْنَاهاَ أغانِيَ الحُجُبِ ورجَعَ التّرابِ
نحْنُ نرقصُ أيضًا علىَ التّرابِ
التّرابِ الّذي لا يتباهَى بالجذورِ لذلكَ يخْفيهَا ويقدّمُ مواليدَهُ للعصافيرِ
حتّى تغنّيَ
المجدُ للتّرابِ إذن
نحْنُ نحزنُ وحزنُنَا يربكُ الشّمسَ (الّتي لَهم)
مَنْ يدرِي قدْ تصبحُ لَهمْ أعينٌ كَمثلِ الّتي في أقدامِنَا

نحْنُ شعراء “حركةِ نصّ” نطالبُ بِأنْ تقسُوا عليْنَا
ليسَ ثمّةَ أصعبُ مِنْ أنْ يشفقَ عليْنَا أحدٌ
فهذا يعني أنّنا واهونَ وأنّ نصّنَا كنصوصِهمْ يجهلُ القراءةَ والكتابةَ بِشتّى الألسنِ

الكونُ مجموعةُ أوراقٍ أجملُهَا الّتي تستيقظ عليْهَا فراشةٌ
نحْنُ سعداءٌ كمْ لَديْنَا مِنْ أشجارٍ وكَمْ يتّسِعُ نصُّنَا للفراشاتِ
جميعُنَا يحبُّ من ينثرُ الدّيدانَ لنا خلفَ الشّبكةِ
إنّهم لا يعلمونَ كَمْ نحبُّ الشّبكةَ
كَمْ تكرهُنَا الشّبكةُ
تدّعي شمسُهمْ أنّها سيّدةُ الضّوءِ ولكنّنا نراها قفصًا لِأغانٍ سوداءَ لا نحزنُ لِسماعِهَا في حضرةِ اللّيلِ
(ليلُنَا لا يعترفُ بالمفاتيحِ لِأنّهُ يكرهُ الأبوابَ)
يتحرّكونَ داخلَ فضاءِ المجازِ ونحنُ شعراءُ “حركةِ نصٍّ” نخلّصُ رقصَنَا مِنَ
المجازِ لأنَّ المجازَ عنصرٌ صغيرٌ مِنْ عناصرِ كونِنَا الشّعريِّ بدأْنَا نتفطّنُ إلى
أنّنا دَلَّلْنَاهُ كثيرًا
الإيقاعُ الّذي توارثناهُ طفلُ الشّعرِ الأحمقُ لِذَا آنَ الأوانُ أنْ نعلّمَ ذلكَ الطّفلَ صوتَ الفراشةِ وآهةَ العصفورِ وصراخَ الصّمتِ
آنَ الأوانُ أنْ يفهمَ أنَّ الإيقاعَ لا حدَّ لَهُ ولا ضوابطَ يمكنُ أنْ تُحاصَرَ
أنغامَهُ فالشّاعرُ في حركةِ نصٍّ مطالبٌ بِمعرفةِ كلِّ اللّغاتِ ومطالبٌ بنثرِ
أصواتِ جميعِ الكائنات

لا نخشَى الموتَ، لا نخشَى الاحتراقَ مادُمنَا نُجيدُ الرّقصَ في زمنِ السّلاسلِ
والحقدِ
نحنُ الّذينَ أشرفنَا على مجيءِ العالَمِ ونقبلُ بكلِّ فرحٍ أنْ نكونَ في خدمةِ أمراضِ الشّعرِ العربيِّ: الشّكل والمضمون ، الطّبع والصّنعة ، الأغراض، الوزن، المجاز… إلخ
جديدُ
وليدُ
مريدُ
مديدُ
بعيدُ
بليدُ
Et après ?
ألمٌ
دهشةٌ
جنونٌ
وجعٌ
انزياحٌ
توقٌ
Quelle poésie ?

(نَمْ نَمْ لكلِّ شاعرٍ من هؤلاءِ)
النّومُ لهمْ ولثقافتِهمْ
قالَ أحدُهم “متواضعًا” كلّ ما كتبتُهُ لا يساوي شطرَ بيتٍ قالهُ المتنبّي “على قلق كأنّ الرّيح تحتي” ويلتذُّ القرّاء (جميعهمْ أغبياء ولا أستثني أحدَا) بهذا التّواضعِ أمّا الشّعرُ الحقيقيُّ فيبتسمُ خفيةً ويحمدُ اللّهَ أنّهُ:
Dehors
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى