صالح رحيم - الجندب الأخضر الذي مزق ورقة الخروع.. شعر

اليوم أفتضُ بكارة الروح
بماء ينتشر في خلايا الدم الفاسد،
اليوم أصبحتُ شجرة خروع
وقد كان الجندب الأخضر جائعاً
فاحتمى وأكل حتى شارف على النهاية الحزينة
ها أنا عارٍ إلا من جلدٍ ممزق سيتلاشى قريباً،
غامرتُ بالذكرى
فكانت اللحظة سكيناً في خاصرتي،

لم يدع لي الجندب الأخضر شيئاً
أكل الحديقة برمتها،
وها أنا اليوم أرضٌ قاحلةٌ تأوي جندباً أخضرَ اللونِ ما زال جائعاً..

لذا أقول لك أعطني الحقيقة القابعة في البحيرات
اعطني الغروب الهائم في سماءٍ بعيدة
اعطني الأبد سهلاً مثل علكة
والفناء جرعة بعد أخرى،
ولا تدنني من كل ما هو واضح
أنا اليوم حديقة بلا جدوى
يسكر في ربوعها جندبٌ أخضر،
مزق ورقة الخروع الأخيرة
فأحال البستان كله إلى فراغ ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى