ختام مياس - جاء حبيبي

بين النهارات البائرة والليالي شديدة الحلكة
بين تردد الإدراك عن مواجهة الحقيقة
وبطالة الحقول وعزلة الآمال
بين حواس الشوق اليقِظة وهي
في ذروة إنتباهها وبين ذاكرة الكتابة الحية
ظهرها محدودب وقد أتعبته ضخامة الحِمل
بين غلّة البوح الدؤوبة حيث
لم تكن وفيرة لإنتشاء التعب
وبين جزيلات الهواطل من المآقي
وبُنية الأحلام المتينة وبين
حگايا الشقائق وعراقة الصفصاف
أنا هناك بين الهوّة واللحاق
وبين عزوف الفوانيس البراقة لنصرة السهر والأُنس
أُخلّد بالشوق العفيف إسمك حبيبي
وأرتدي إسمك هنداما لليالي البالية
وأرددك گأعراس الغيوم وخواتم الخلان
جاء حبيبي گزهو الگرز ونشاط المطر
يأخذ بخاطر الجانب المستاء مني
حيث أصابته البلادة من كثرة النجوى بلا طائل
يئن من هول المشهد والحناجر الفظة
جاء حبيبي محض يمحو
صفرة الإبتسامات المفرطة
عن وجهي المُجهد كلما أحزَنَت غناء الرمال
وأربَكَت غزو الخلاخيل للفكرة الوليدة
جاء حبيبي صبيحة يقيس أداء
حذاقة البشرى وأقل سخائه
مثل دبيب الخمائر على راحات الأمهات
جاء حبيبي هواء
ينقر على النوافذ شاكلة شجية
ويؤالف عديدات الغرابة :
فراغ الضِفاف ، وأبرياء السهر
وحُسنى المواعيد بدفاتر الهجرة
جاء حبيبي فجر يرتب لي
بين الثنايا ضحكة استحياء
يردف عينيه بآخر أقداح الفتون
جاء حبيبي طليعة
دفعة الغيم الرحيمة
جاء مبدأ ، عنفوان
مستهل الحب ، خاتمة السقاية
جاء ممشوق الإيقاع ، عذري الأطائب
باحات شسيعة ، نافلة رؤوف
وميلاد المجاز بغمود الحروف
يتهجى المقاصد ويلبسني اشتهاء
يفكك أربطة الخمور
ويزيل آخر إعوجاجات الرويد
ويخاصرني كأنني إحدى باقات الزمرد
كأنني شمعة وليمة أعدت للولوع
جاء حبيبي مثل مغوار الهِبات
مثل مضمار العناية بالوصول
جريانه في خفقتي مثل أديم الكهرمان
عاقد في عشقه مثل موال جزيل
يأمر العزوف أن ينأى عن الإصباح
ليتولى هو بقية كل صباح
وبالكثير من حكايات الأثير الفاخرة
الحبيسة في أجنة الفضاء
وأحلام الزهادة وعناق الظِلال
أسير وعلى كتفي إرث كبير له

ختام مياس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى