أماني الوزير - دعنا نلعب الغميضة..

دعنا نلعب الغميضة...
نختفي في الوجود اللامرئي ... نفتح في جدران المقابر نوافذ دائرية يتسلل منها لذلك الرفات الراكد منذ قرن بعض ضوء فتجتمع العظام كما كانت بالطريقة التي مازلنا نذكرهم بها...
نلون غرف المكتأبين والمتوحدين بلون وردي وفي الزاويا المقابلة لشرفاتهم المهجورة من الظل نرسم زهرة عباد تبتسم للشمس في اللحظة الأولى التي يتنفس فيها الصباح وينثر زفيرة الندي فوق وريقات الشجر وبتلات الأزهار ...
ننفخ في رحم الأفق أنفاس حمراء فتولد من قلب العاصفة أرواح مشحونة بالعاطفة ....
نكتب قصائد لا تربكها المجازات ولا تقيدها القافيه ولا نذيلها بأسماء ...
نتركها للشروق حين يدخل البيت فتدخل معه المتعة لتحملنا الكلمات نحو كل ما لم يقال إلا سرا حتى يفضحه صوتا جهير..
بينما نقطع شوارع المدن الإسبانية حاملين أكياس الحواس في أجسادنا النحيله بقلوب مغمضة العينين تخشى الرؤى التي لا تمتد للواقع بصلة ....
نفكر كثيرا بعد شهيق طويل لندرك أننا في الحياة لم نك إلا كذبة منمقة بطريقة مسحورة يرتبك منها المشهد على سطح البحيرة التي نرجمها كثيرا بحصى القلق...
وهكذا نغيب كما يغيب الوقار في وجوه المغبرين ...
أيامنا حمام يدور حول بيت من كحول ورغباتنا حميمة جدا دافئة وعاجزة عن استكمال مسيرة الصمود...
ننزلق في هوة التناسي... نندس في الفراش ... نتدفق كما يفعل النهر ... وننتهي بعد أن ننسحب انسحاب يبدو أمنا ولكنه يترك في أجسادنا خيبة دبقة....
فيطير ظل الحمامات على حائط أبكم تستنشقني بجواره كما تستنشق الهيروين بشهيق أكاد بعده احترق في رئتيك...
نحرك أصابعنا في المناطق المحرمة فنصاب بإحباط عظيم حتى نجهش في بكاء ليس خاليا من ضحكات السخرية ونغادر بفقد ننهض منه باختفاء لا تعقبه عودة سوى في حلم ما...
ويبقى للصمت في دوائر الغميضة أثير وذكريات وأصوات تبكينا بشدة وأطياف مازالت تلاحق بعضها البعض رغم المواعيد المهجورة من الصدف التي تركت المقاعد خالية في الحدائق العامة إلا من حروف وتواريخ تشهد أننا ذات يوم كنا هنا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى