أشرف قاسم - أدندن غربتي.. شعر

أفِر إلى زمانك من زماني = أراوغ غربتي كي لا تراني
فخُصيني بدفءِ الحضْن إني = أتيت إليك أبحث عن مكاني
أتيت إليك ممتطياً جواداً = من الشِعر المضمَّخ بالأماني
تناوشني الخطوب بكلِّ أرض = وتنفثُ حزنها بين الأغاني
فلململتُ الجراحَ ورحتُ أبكي = ضياعَ الحلم في زمن الهوانِ
أراكِ فتزهرُ الأفراحُ وَرْداً = ويأتلقُ الربيعُ على بَناني
وتبتسمُ العيونُ لهمسِ شِعري = فتغمرني بأمطار الحنانِ
وتحتضن الدروبُ خطايَ شوقاً = وتستبقُ الطيورُ إلى احتضاني
أنا ملِكٌ أسيرُ بغيرِ عرشٍ = ومملكتي هواكِ وصولجاني!
أسافر في عيونِكِ كُلَّ ليلٍ = كبحارٍ يفتش عن مواني
أحدث عنكِ نجمَ الليل حتى = يقول الليلُ: يا ولدي كفاني
أراك تسير مصطحباً عذاباً = ومَنْ في الحبِّ قبلي لم يُعانِ؟
فتهمس نجمةٌ حيرى: دَعُوهُ = يذوبُ على دموع الشمعدانِ!
أنا في غربة الأيام وحدي = أسير إليك ينكرني زماني!
ويسخرُ من خطايَ اليوم دربٌ = عليه أسير ملتحفاً هواني
أأرثي اليوم حبَّكِ يا ملاكي؟ = أم انَّ هواكِ يا وطني.. رثاني؟
أريدكِ لا تُثيري العمرَ ضِدَّي = فأنتِ وأحرفي.. عذَّبْتُماني
أريدك في زمانٍ بربريٍ = له بعتُ الحياةَ وما اشتراني
أريدكِ ضحكةً تختارُ وجهي = لتسكن فيه في وطن نفاني
أريدك غنوةً تختار قلبي = لتطلق فيه سَيْلاً مِن أغان!
فقبلكِ لم أذُقْ للحب طعماً = ودونك سوف يقتلني احتقاني
أنا ألمُ الضّحى.. وجَعُ العَشايا = سهومُ السائرين بلا أمان
أدندن غربتي لحناً حزيناً = وأسكن بين أوجاع الكمان!
خذيني واحضني كفى قليلاً = لكي ينساب صَفْوُكِ في كياني
وخُصِّيني بدفءِ الحِضن إني = أتيت إليكِ أبحث عن مكاني !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى