أشرف قاسم - أبواب المدينة.. شعر

مِن أيِّ أبوابِ المدينةِ
سوف ندخُلُ يا أبي ؟
وبِأيِّ وجهٍ
سوف نلقى وجهَ يوسُفَ
بعدما قد كان مِنَّا ؟
هل سيعفو ؟
هل يُسامحُ ؟
هل تعودُ رِحالُنا مَلأى؟
وهل نرتاحُ
مِن وجعِ اقترافِ الذَّنبِ
في ذاك الصَّبي ؟
مُتورِّطونَ بإثمِنا
لا جُرْمَ يعْدِلُ ما اقترفْنا
أيُّ بابٍ
سوف يقبلُ أنْ نَمُرَّ
وعارُنا كالصُّبحِ
يفضحُهُ
انفراطُ الموكِبِ !
* * * *
مِن أيِّ أبوابِ المدينةِ
سوف ندخلُ يا أبي
وعلى أيادينا الدماءُ
ومـصـرُ يا أبتي
بلادُ الصالحينْ ؟
النيلُ يلفِظُ عن ثراهُ
الخائنينْ
النيلُ أقسَمَ
لن يعيشَ على ثراهُ
سوى بنيهِ المُخلصينْ !!
لكنَّني
ما زِلتُ أسمعُ
صوتَ يوسُفَ :
" بنيامينْ " !
* * * *
أبتي
دخلنا الآن مصرَ
بِما لدينا
مِن خطايا المُذْنبينْ
النيلُ عانَقَ خَطْوَنا
كالأُمِّ عانَقَ نبضُها
نبضَ الجنينْ !
والجُندُ تطلبُ
يا أبي منا الدُّخولَ
على إمامِ الطَّاهرينْ !!
الآن قُلْ لي يا أبي
كيف الصُّمودُ
أمامَ طوفانِ الحنينْ ؟
* * * *
الآن ...
يوسفُ يا أبي
كالبدرِ يجلسُ
فوق عرشِ النيلِ
ينظُرُ جمعَنا
ويقولُ :
فلْتأْتوا إليَّ بِأهلِكم
والشوقُ يقْطُرُ
مِن حروفِ كلامِه
والخوفُ يقْطُر
مِن حروفِ كلامِنا !
لا شيءَ يا أبتي
يساوي لحظةَ اللُّقيا
وجَمْعَةَ شملِنا !!
* * * *
الآن ...
تسجُدُ لي الكواكبُ كُلُّها
وأبي وأُمِّي
مثلَ حُلمِ طفولتي
الآن ...
يسطعُ مِن ظلامِ الجُبِّ
نورُ رسالتي !
و النيلُ يكتبُ
آخِرَ الفصلِ الأخير
بِقِصَّتي !
هذي بلادُ النيلِ
مـصـرَ
لِتدْخلوها بالسلامِ
وبالأمانِ
صفاءُ ماءِ النيلِ
أصلُ شريعتي !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى