عاد من بحثه المضني عن الذهب والآثار التي لها السطوة الكاملة عليه وعلى أحفاده، ولم يعثر على شيء سوى حجرٍ منقوشة عليه كلمة ذئب، مبتهجاً دخل البيتَ ولم يجد سوى جدته، فقدمَ الحجرَ لجدته، وقبلها في رأسها، وقال لها لم أعثر إلا على هذا الحجر، بعد كُلِّ هذه السنوات التي قضيتها بعيداً عنكِ وعن زوجتي وأولادي، فقالت له العجوز لعلَّه يفيدك بشيءٍ، ضعه الليلة تحت وسادتك، وعندما تحلم، تعال وحدثني عن حلمك بالتفصيل، فنهض من مكانه، وراحَ لأولاده وزوجته ليحطم السنوات التي تحجرت على قلبه وأثقلته بالهم والحزن اللاذعين، وحالما اطفأ نارَ شوقه، صارَ النوم شغله الشاغل..
*
يريد أن ينامَ كما تفعل أفعى في سبات ليس من أجل نعاس أو تعب، بل ليرى سر الحجر في ليل التفاسير، بدأت الشمس تغيب، الأطفال عادوا مثل السكارى، ناموا دون أن يأكلوا شيئاً، والزوجة تأهبت لليلة مثالية رسمتها في مخيلتها طوال وقت العصر، إلا أن ظنونها خابت، فقد وضع الزوج حجراً تحت وسادته ونام مبكراً، ولم يرَ في منامه سوى زوجته عريانةً ترفع ساقيها دون أن يكترث هو بذلك، ظل يتردد هذا الحلم في منامه ثلاث ليال، دون أن يعرف المغزى، ولكن في الليلة الرابعة، لم يرَ شيئاً أبداً، فتعجبَ من هذا الأمر كثيراً...
*
في الليلة الخامسة، قفزَ من مكانه على إثر عواءٍ مزق طبلة أذنه، وأخذ دمٌ ينزفُ منها، دون إنقطاع، فتوجه إلى جدته، وحكى لها القصة من البداية إلى النهاية، فقالت له إغسل الحجرَ بماءِ الورد، وضعه مرة أخرى تحت وسادتك، لعله يفيدك في شيء، ففعل ما أمرته به العجوز، ووضع الحجر في الليلة السادسة تحت وسادته، وغرق في النوم،، فرأى ذئباً يشرب دم أذنه، ذئبٌ جريح يشرب دم إنسان اذنه تنزف، عذبه هذا المشهد الذي ظل يتكرر له عشرة ليال، فحكى بعد هذا الزمن كل الحكاية لجدته، ولم تنفع بشيء، قالت له إنه حجرٌ نجس، تخلص منه، لعل أذنك تكف عن النزيف، توجه صوب النهر، والحسرات تملأ قلبه الكسير، وقف على ضفة النهرِ وأخذ يقلب الحجرَ بيديه يميناً وشمالاً، تذكرَ كل السنوات التي كان فيها يحفر وينقب، وكيف ستذهب أيامه سدىً في قاع النهر، ثم رماه بأقصى قوته، حتى تأكد أنه نزلَ إلى العمق، وعاد إلى بيته، في الطريق، تلمسَ بيديه أذنه، فلم يجدها، أذنه التي كانت تنزف دماً اختفت من الوجود كله، ولقد توقف الدم، لكنه صار يرى في منامه ذئباً يشرب دماً، ويستيقظ في كل ليلة على عواء ذئب جريح ..
*
يريد أن ينامَ كما تفعل أفعى في سبات ليس من أجل نعاس أو تعب، بل ليرى سر الحجر في ليل التفاسير، بدأت الشمس تغيب، الأطفال عادوا مثل السكارى، ناموا دون أن يأكلوا شيئاً، والزوجة تأهبت لليلة مثالية رسمتها في مخيلتها طوال وقت العصر، إلا أن ظنونها خابت، فقد وضع الزوج حجراً تحت وسادته ونام مبكراً، ولم يرَ في منامه سوى زوجته عريانةً ترفع ساقيها دون أن يكترث هو بذلك، ظل يتردد هذا الحلم في منامه ثلاث ليال، دون أن يعرف المغزى، ولكن في الليلة الرابعة، لم يرَ شيئاً أبداً، فتعجبَ من هذا الأمر كثيراً...
*
في الليلة الخامسة، قفزَ من مكانه على إثر عواءٍ مزق طبلة أذنه، وأخذ دمٌ ينزفُ منها، دون إنقطاع، فتوجه إلى جدته، وحكى لها القصة من البداية إلى النهاية، فقالت له إغسل الحجرَ بماءِ الورد، وضعه مرة أخرى تحت وسادتك، لعله يفيدك في شيء، ففعل ما أمرته به العجوز، ووضع الحجر في الليلة السادسة تحت وسادته، وغرق في النوم،، فرأى ذئباً يشرب دم أذنه، ذئبٌ جريح يشرب دم إنسان اذنه تنزف، عذبه هذا المشهد الذي ظل يتكرر له عشرة ليال، فحكى بعد هذا الزمن كل الحكاية لجدته، ولم تنفع بشيء، قالت له إنه حجرٌ نجس، تخلص منه، لعل أذنك تكف عن النزيف، توجه صوب النهر، والحسرات تملأ قلبه الكسير، وقف على ضفة النهرِ وأخذ يقلب الحجرَ بيديه يميناً وشمالاً، تذكرَ كل السنوات التي كان فيها يحفر وينقب، وكيف ستذهب أيامه سدىً في قاع النهر، ثم رماه بأقصى قوته، حتى تأكد أنه نزلَ إلى العمق، وعاد إلى بيته، في الطريق، تلمسَ بيديه أذنه، فلم يجدها، أذنه التي كانت تنزف دماً اختفت من الوجود كله، ولقد توقف الدم، لكنه صار يرى في منامه ذئباً يشرب دماً، ويستيقظ في كل ليلة على عواء ذئب جريح ..
