سيد الوكيل - خـــــــريـــــر.. قصة قصيرة

كان يتقدمها على الدرج المعتم، ممسكا بشمعة غافية الضوء، نبهها إلى صوت الحذاء ذي الكعب المعدني العالي، انثنت تخلصه من قدميها في صمت، فانسدل شعرها برفق. همست..

هم نائمون؟

فتح الباب بحرص، انساب إلى الداخل برفق. بنفس الحرص أغلق الباب. على المنضدة ثبتَ الشمعة في طبق بلوري صغير. تماوج ظلاهما على الأشياء، انسيابي وشاحب.

سمعته يقول بصوت مرتعش:

الجو بارد؟
نعم.. بارد

وقفتْ واجفة، تهرّبُ نظراتها عبر زجاج النافذة المغلق.

ثم أضواء في الخارج، تخبو وتزدهر في صمت. طوقها من الخلف فانتفضت. لمس جيدها بشفتيه، أنفاسه تتهدج خلف أذنها. كتمت صوتًا ممطوطًا. أحس بثنيات جسمها تتماوج، ملمسها الحريري ينزلق بيم يديه، افلتت منه وأسدلت الستار على النافذة.

قال: خائفة؟

لا أدري..

أمسك بكتفيها، فتراخت على حرف المنضدة، تضاخم ظل واحد بلا معالم، انزلقت المنضدة وأحدثت صوتًا خفيفًا، تقلص حرير جسمها وقالت: نعم… خائفة.

ضمها بقوة لتشعر بالأمان، مسد شعرها بحنان، قال:

ألا تريدين؟

لم ترد. انزلقت كفاه إلى لين خصرها، مالت رأسها على كتفه، وشمت تلك الرائحة التي تفوح من شعره، وسمعت وجيب قلبه، همست..

وأنت خائف؟
– قليلاً

تعلقت برقبته، همست في أذنه: لم لا تطفئ الشمعة.


سيد الوكيل

* نشرت في مجموعة ( أيام هند 1990)





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى