ياسين الخراساني - قُرنفلُ المَلَل المقدَّس

عدتَ إلى وهمكَ الأوَّليِّ:
أن تلقيَ السلام على سحابةٍ
شُلَّ نصفها الرماديُّ في قهوتكَ الصباحيّةِ
و أن تنتظرَ من قطِّك المتثائبِ
تحيّة المساءِ
لكن الأشياء البسيطة مدمنةٌ على البساطةِ
فماذا تفعل اليوم إن توهّج اليأس في كبد السماءِ
و من يلقي السلام على من ...

تعريف الحنينِ بديهيٌّ مثل الكآبةِ في عين المالكِ الحزينِ:
أن تضعَ خَطوة أمام خطوةٍ
و أنتَ تنظر إلى الوراءِ ...
لكنّ ترانيم الماضي تُغري السائرين بالإنحدارِ
فالأرض فُوّهةٌ
تُعْثِر الناظرين إلى الخلفِ

أعرف أنّكَ سرابيُّ الإرتقابِ
لكن الوقت أكثرُ تَمَهُلا
ليَرَىِ نَصْلَ الوجعِ وتَداً في خيْمة الرُحَّلِ
فأيُّ شعاعٍ ترى في الأفقِ
و من ترجو يُعيدُ لكَ حرِّية الإختيار

يوميات الحُزن منظَّمةٌ
كخِبرةِ طائرٍ يقرأ السماء قبل الرحيلِ:
اليومُ مناسبٌ لتقشير تفَّاحة القلبِ
و غداً أَسْلم لنَظْم قصيدةٍ مليئةٍ بحروف العِلَّةِ

أجُسُّ نبض يومكَ:
كم غيمةً مرَّت أمامك حاثلة اللونِ
مُرهقة من ليلةٍ عاصفة
كم ربيعاً عاف شبَّاكي المكسورَ
فاكتفى بدسِّ خبر المرورِ ...

و لأنّ تعابير الشوكِ عَفَوِيّةُ الوخزِ
أكانت مُنتقاةً منَ السِّدرة
أو إكليلاً على رأس المسيحِ
كان حظي من اليوميِّ
قُرنفلة من إنجيل الرتابةِ
و لأنّ الأشياء البسيطة مجْبولةٌ على ضيق الخاطرِ
كان من العاجل أن أُكَنِّس الغبار على سطح المكتبِ
المَزهرية ملّت مكانها فَحَوَّلتُها إلى جِهة الظلِّ
و جلستُ أراقب قَشَّةً من الضوء منسيَّة على حدود النهارِ
و أُنصتُ لدبيب نملةٍ
رصَّت دربها بين الجُحر و سُرادق القمح ...
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى