سونيا الفرجاني - سأخرج للغابة في هذا الصباح البارد

سأخرج للغابة في هذا الصباح البارد،
لأقطع شجرة صغيرة وأصنع من بعضها رجلا بلا غرائز مشوشة،
يقول لي كل عام وأنت حبيبتي،
يلبسني حمالة صدري في عيدي،
ويظفر شعري الطويل .
يغطّي أظافري بالوردة
ويصنع لي وردة.
يأخذ لي صورة معه للذكرى
أمام الموقد وحوض الغسيل.
يصنع لي كعكة في مقلاة كبيرة
ونأكلها معا ضاحكين.
لكن هنا لاتوجد غابة....
توجد واحة،
الواحة قاسية على ذراعيّ،
سأخرج للشاطئ ،
أترك نعلي على الرّمال الغامضة،
أدخل المياه العميقة أبحث عن شاعر غارق
أسحبه بخفّة،
أقبّل وجهه
أقبّل روحه فستعيد الحياة.
يقول لي:كل عام وأنت نقيشتي.
ثم نسير.
أنا لست آمرأة ....أنا حلم واقف أمام أعين لا تسعفها الشّبكية بالنّظر بعيدا.
الشاعر المبتلّ بماء البحر الأبيض،
يراني الآن، ربما.... بعين تركت شبكيّتها للصيّاد وتفتّحت لنسيج الحلم .
ربما يقرؤني
ربما يعلّقني حين يصل الواحة
لوحا محفوظا.

سونيا الفرجاني
تونس
  • Like
التفاعلات: نزار حسين راشد

تعليقات

أعلى