نزار حسين راشد - الأمل

ها هو القمر يكتمل قبل أن ننتبه
يا له من كائنٍ مثابر
ذلك النوراني
إنها غريزة الإستمرار والبقاء
التي يُسمّيها البعضُ
احتفاءً بالأمل
ويسميها آخرون تباهياً
بالإيمان
ولكنّهُ في كُلّ الأحوال
ليس إلا ذلك الخيط الرقيق
الذي يقينا من السّقوط
ولكنهٌ يتفسّخ شيئاً فشيئا
ويصيب خيوطه الوهن
ونبقى مهددين بالسقوط
قبل أن ننظر تحتنا
وحين ينقطع فجأة
نهوي إلى غير رجعة
ونترك غيرنا
يواصل الصُّعود
نهوي بينما نتبادل
عبارات التشجيع والثناء
ولا يكون هناك وقت
حتى لإبداء الأسف
فنحمل أسانا في الصدور
ونواصل التسلّق
آملين أن
نبلغ القمة الموعودة
قبل أن يدركنا المصير
فيما نُسمّيه تصالُحاً
منتصف الرحلة
ورُبّما لا نكون قد بلغنا
بعدُ ذلك المنتصف
ولكنّا نُسميه كذلك
على أية حال
أنا واحدٌ من أولئك
الذين يصرّون على بلوغ القمّة
قبل انقطاع الخيط
أو انقطاع الأمل
ولا أدري إن كان هذا الإصرار
يساعدُ في أي شيء
ولكنّي أُحيّي
كُلّ أولئك الذين سبقوني
إلى فوق
أو إلى تحت
وعزائي في ذلك
كما نقولُ دائماً
أن العمرَ واحد
وأنّ الربّ واحدٌ
لا شريك له
وأنا لا يعتريني في ذلك
أيُّ شك
نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى