صلاح عبد العزيز - بيتنا بجوار مصنع طوب.. شعر

مكان عابر
لشخص عابر
ومع ذلك تظل الذاكرة
فى تفاصيله
تترك الشخص لأماكن أخرى
لذا
كانت المسافات بلا وقت
والأماكن مكررة
نحن أشبه ما نكون فى لا وقت
كلما ابتعدنا لا غياب
حتى بعد سنوات كثيرات
وبعد التجاعيد
وبعد جفاف نهر باذخ من الدموع
بفم يشبه المنشار
قمينة الطوب
تعرف كم هى محبوبة
كانت تخط قصائدها على الجدران
وعندما تشتعل النار
تبقى القصائد
كعلامة مسجلة
على كل حجر
وهى
على الترعة تغسل ملابسى
وصحون البيت
عندما تعود
تحمل نصف قالب
من الطوب
هكذا بنت البيت
ثم السقف
لا بوابة ولا شبابيك
لم تكن هناك نفايات يشتريها أحد
مخلفات الدواجن
أوراق مهملة
خردة المعادن
( اللى جاى على قد اللى رايح )
هكذا فى بيتنا الجديد
الخبيز من السنة للسنة
يوم الخبيز قدرة فول فى المحمى
صينية مفروكة
فى العرصة قدر فخارى أرز معمّر
فرحُ يومٍ من السنة للسنة
تفترش الفرن الطينى وتنام
حرارة الطين لحرارة الطين
وهكذا وُجدنا
ككل الجيران
بجوار مصنع الطوب
كان الفرن الطينى
مصنعا
لقصائدها الكبرى
شبع الطين من أجسادنا
هذه الجدران منه
طين أجسادنا كان حجرا
وللمواصلة لأعلى
لسطح المدخنة
أصبحت البيوت
ناطحات


صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى