مصطفى الشليح - هلْ قلتُ لكْ.. شعر

هلْ قلتُ لكْ:
لمَ هذه الأرضُ الصغيرةُ
لا تدورُ ؟ ولمْ تجاعيدٌ يدا للبحر
تبدو يا أبي ؟
سربُ النوارس موجة
ليستْ تطيرُ. تكسَّرتُ، والرملُ
يجبرُ أَوْ يشيرُ، وجثة / زبدٌ قتيلٌ
يا أبي ؟
منْ علَّمَ الموجَ السباحة
خارجَ المعنى، فقامرَ باليدين
وضجَّ، منْ تعبٍ، وعاجَ على اليدين
وكان موتا يا أبي ؟
منْ كلَّمَ الأبديَّةَ البيضاءَ
فجرا كلٌَما نسيَ النعاسَ بشرفة
وأطلَّ، مبتهجا، على الأبديَّة البيضاء
تنعسُ يا أبي ؟
منْ ناولَ المعنى كلامَ البحر
فارتهجَ الكلامُ، وهاجَ، منه، الموجُ
ساقا كلَّما زبدٌ لها خفَّان يختلفان صوتا ؟
أنا ما قلتُ لكْ
هلْ يا أبي إِنْ قلتُ لكْ
يأوي إلى جبل نداءُ البحر
يطوي ما تركْ ؟
هلْ إِنْ تركْ
نمشي على بحر لنا
مِثْلَ الفلكْ ؟
هلْ منْ هلكْ
أصغى إلى موتى
هُناكَ إذا هلكْ ؟
أوقدتُ نارا للنَّداء
وقلتُ: أوقدُها لمقبرةٍ
بَحْريَّةٍ لأكون لكْ
أوقدتُ كلَّ قبيلةٍ
فإذا الغريبُ يمرُّ بها
فليسَ إلى شركْ
أوقدتُني
للرِّيح أسئلةً
فلمْ ينبغْ لها نجمٌ سلكْ
لِمْ يا أبي
ما قلتَ للبحر البعيد:
فهيتَ لكْ ؟
هلْ قلتُ لكْ ؟
أنا يا أبي ما قلتُ لكْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى