حنان العادلي - أطفال المداخن

تسللت عبر الانفاق منذ قليل
وها انا ذا اصبحت داخل المدينة
لم اختبئ في اي حصان
انا الحصان والهارب والمتهم والضحية....

وجدتُ نفسي في غرفة مهجورة
امامي نصّ ضائع
لا ادري من كتبه
ايّ ظرف اصاب صاحبه قبل ان يكمله...

اتحسس في زوايا الغرفة
عن جثة اسالها عن النص
اكان يتحدث عن ذكرٍ ام انثئ...

لعلي اضيف لحروفه خصلات شعر شقراء
اواعيد قرائته بصوت شرس
يبدو كأنه يتبخر من حنجرة متصلبة....

لكني لم اجد اي اصابع او عظام
بقي النص وحده كئيبا
حتئ انه لم يفرحه اني اسيرا
معه في زوايا الظلام ...

تركته ومضيت اعد لي وجبة اسدُّ
بها جوع الاسئلة
اختفت رائحة الاكل امتصها اطفال المداخن...

اما زالوا يعملون يتعبون يمرضون وحيدون
لقد قلت واناصغيرة حين اشاهدروميو والفريدوا
اني حين اكبر سـ اجعلهم في حلّة اجمل
في المدارس او الحدائق يلعبون...

ولكن كبرت ولم تعد المداخن وحدها
من تسرق ضحكة الاطفال
للتو مرَّ امامي طفلان احدهما يجمع
علب العصائر في كيس رث لايفرق
عن ملبسه شي...

وآخر يحاول ان يبتاع منديلا لسائق تاكسي
مشغولا بمكالمة هاتفية
اصبح لون إشارة المرور كالزرع
وهولم يلتفت بعد لا للصبي ولا المنديل..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى