جمال بوثلجة - قناع البحر … / قصة قصيرة

كنت ضجرا رغم محاولاتي ترتيب الأمور بشكل ما ، لكن تأتي كآبات يأس تطوح بي فأتسلل من عمق أحلامي إلى حافة الإبهام ..
أحلامي.. التي ظلت تتضاءل وهذه الأحزان تزاحمها وتحاصرني، لتخمد أنفاس النجوم في سمائي ويكسوها ضباب خانق ..أنا الذي ظللت أسخر من نفسي ، ومن قدري ومن شغفي وحماقتي ،كنت مستعدا لعمل أي شيء يعيد إلي بعض وهج نفسي ،يعيد إلي بصيص الأمل الذي غاص في جوف حفرة مالها قرار، لهذا فكرت دون تخطيط بقدر المغامرة ،كانت فكرتي أن أقتحم المكان ..أزاحم الجموع ،أشهر مسدسي في وجهه ، وأضغط على الزناد ،وهنا يتوقف كل شيء ،لم أكن أفكر في الهرب ..في الموت..في السجن ، كنت فقط أبحث عن رجة توقظني من ضياعي وتيهي .
كانت الخيل ترقص على أنغام الزرنه والبندير ، عندما تسللت إلى المكان ،الفرق الموسيقية تتبادل التواجد في هذه الساحة العبقة برائحة البارود منذ الساعات الأولى من النهار .. كان الجميع مبتهجا بالحدث العظيم ..الأناشيد الوطنية المنطلقة من مكبرات الصوت ..صوره تملأ الساحة .. النساء في كامل زينتهن ..يزغردن ،الرجال يتبادلون الأحاديث الحماسية ..الأطفال يصنعون من المكان مساحة للكر والفر ، كان الجميع في حالة تبادل العواطف الملتهبة وفي حالة انتظار..
فجأة علا صوت سيارات الشرطة معلنة بأبواقها وأضوائها قدوم الموكب المنتظر .
تدافعوا .. تزاحموا .. في حمى عجيبة ملوحين بالأعلام الوطنية هاتفين بحياته ،بحياة الوطن وحتى حياة الشهداء !!!
ببذلة سوداء أنيقة ،وقميص أبيض ،وربطة عنق حمراء ، وشريط أخضر على شكل فراشة يزين الجهة اليسرى من الصدر، نزل من سيارته السوداء الفاخرة ، مصطنعا ابتسامة مرحة كاشفا عن صف من الأسنان البيضاء اللامعة ، كان يرفع يديه المتشابكتين محييا الجموع التي جاءت لاستقباله ملغمة بشتى أطياف المنى البعض كان يبكي من شدة التأثر يهتفون باسمه ، أحدهم خادع حراسه ليقبل يده المرصعة بخاتم ذهبي كبير ..
مدفوعا بهذه الأمواج البشرية الصاخبة صعد إلى المنصة وما كاد ينقر بأصبعه على الميكروفون حتى ساد صمت رهيب واشرأبت الأعناق ، وامتدت الآذان إلى شفتيه المبتسمتين .
بدأ بالبسملة والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين وحمد الله كثيرا الذي أعاده إلى مسقط رأسه ، وهو الآن بين أهله وناسه ..علت الزغاريد..الأهازيج والتصفيقات الحارة أحدهم اندفع مرددا في حمى جنونية والدموع تنزل على خديه:
“بالدم بالروح نفديك يا حبيب ” .
تلقفتها الآذان .. رددتها الألسن بحماس كبير :
” بالروح بالدم نفديك يا حبيب “.
رفع يديه طالبا الهدوء ، عاد الصمت من جديد يخيم على المكان ، ويعود سيد الموقف ولم يتأخر في نسج خيوط الأحلام ..”وعدهم “..يا لها من كلمات ساحرة يصنعها هذا الفم الملائكي العبق بأريج الأحلام المزهرة تسحرهم كلماته ، تحولهم إلى أشلاء مترامية في ملكوت اللامنتهى ..
صرخوا تماوجوا انطلقت الألسن ..
“بالروح بالدم نفديك يا حبيب “.
يترنح نشوة وكلماته تداعب أحلامهم القابعة في زوايا النسيان:
– أنا ظلكم الذي يناجيكم ..أنا الرأس التي تحمل أفكاركم ،وترسم لكم معالم الغد ..أنا الوعاء الذي يجمع شتات أحلامكم ..أنا انتم وأنتم أنا .
ومن جديد تعالت الأصوات :
“بالدم..بالروح نفديك يا حبيب “.
حاولت أن اخمد تلك الأفكار المندفعة في رأسي ، قاومت .. قاومت ولما فشلت اندفعت وسطهم وأنا أتحسس المسدس في خاصرتي ..
يزداد الحماس ..صراخ..هتافات ..تلويح بالأعلام وصوره ..كنت خائفا مرتبكا .. كانت الأفكار تعدو في كل الاتجاهات ..انطلقت أمشي بخطى ثابتة وئيدة ،ازدادت سرعتها مع تسارع دقات قلبي ..خطوة ..خطوتان ..ثلاث .. دفعت الرجل الذي كان يحجب الرؤية عني أخرجت المسدس وصوبته باتجاهه ،وقبل أن أضغط على الزناد وجدت نفسي محاصرا بعشرات المسدسات و الرشاشات ، وأوامر بإلقاء المسدس والانبطاح على الأرض .
ينطلق هذا الصراخ المنزوي في داخلي..
هل كان علي أن اقتله ؟
ساعتها لم تكن الأمور بهذا الوضوح .. بهذا التجلي ..عندما أتمعن الآن فيما جرى أجد أن كل شيء كان وهما .. وهما..وهما .
فقط لو أعطوني الفرصة حتى أشرح لهم ..أفسر لهم كيف حدث ذلك ، وأنه لم يكن أمامي خيار ،وأنني كنت مرغما لأنه لم يكن ممكنا أن استمر في التشبث بأحلام لا تتحقق ،تضيع في ذاكرة مفقودة ، لم أكن أقدر ساعتها التعايش مع هذا العبء . أعترف أمامكم سادتي أن محاولتي كانت محاطة بكل إخفاقات الدنيا ، لكن ماعساي أفعل وقد سكنني اليأس وسيطرت علي الأفكار المبهمة التي دفعتني لمثل هذه الحماقة !!
نعم سادتي أعترف أنها كانت حماقة .
لكن لا أحد اهتم بما أفكر أو سألني عن دوافعي ، كانت كل الأسئلة عمن يقف ورائي ، وما هي الجهة التي انتمي إليها وأي جهة زودتني بالمسدس والرصاص..وعندما أخبرتهم أنني اشتريته من السوق المجاور لبيتي ،انطلق صوت صفعة يمزق صمت المكان ..سقطت على الأرض وأحسست بشيء يتدفق من فمي وأنفي ..ورغم هذا ابتسمت.. ليتأجج غضبهم ..هل حقا لا يعرفون أنني أقول الحقيقة ،وأن في أسواقنا يباع كل شيء .. قطع غيار السيارات .. مخدرات .. عطور ..أدوية ..مسدسات ..رشاشات ..عملة مزورة أجودها الروسية ، وكل أنواع العقاقير ،لمختلف أنواع العجز
كانت الغرفة شبه مظلمة ..باردة ، خالية من أي أثاث غير كرسي ومكتب عليه مصباح كهربائي يقاوم نوره الظلام.. يتناوبون في الدخول والخروج ..في طرح الأسئلة الملغمة ، والصفع والركل ،وكل أنواع السب والشتم. كانت لا مبالاتي تصنع جرأتي ، وتصنع أسوء لحظات حياتي .
بعد أيام وجدت نفسي داخل زنزانة مع مجموعة كبيرة من أصحاب اللحى الكثة والنظرات العدائية في البداية عاملوني بالكثير من الاحترام وأحاطوني بهالة من التوقير والتبجيل وقد توصلوا لمعرفة جرمي ،وحاولوا استمالتي ،بدعوتي للأكل ، أو حضور إحدى جلساتهم ،أو قراءة كتبهم ،وأمام رفضي واشمئزازي صدر القرار بعزلي وتحريم مجالستي وتجريم كل من يعصي الأوامر
كانت حلقاتهم لا تكاد تنتهي واحدة حتى تبدأ أخرى .. يتحدثون عن التكفير.. الجهاد ..الإمارة ..والولاء ،تبا لهذه الكلمات الباهتة المعالم ،تبا لهذه الأفكار التي بقدر ما تدفعك للفضول تدفعك للنفور ..
في هذه الزنزانة التي يسمونها هنا (جناح سجناء القضية) ويسمونها هناك (جناح الإرهاب) عرفت أنه يمكن أن تفقد عقلك ،أو أحد أطرافك،وحتى رأسك لمجرد اشتباه ،لمجرد اختلاف .. قد تموت ،لمجرد أنك فقط لا تؤمن بحفنة تراب تفجر دبابة أو حتى طائرة لو أحسنت التصويب ..
هنا مثل هناك ،شهوة السلطة تسيطر على العقول الخاضعة كما يسمونها هنا(ضوابط) ويسمونها هناك( انضباط) .
كانت الأفكار كالجراثيم تأكل رأسي تحول آهاتي إلى صرخات ..الكوابيس تصنع مأساتي داخل هذه الحجرة ،تلك الأشباح التي تسحبني كل ليلة من فراشي ،إلى هوة سحيقة ..يشقون صدري ،يسكبون سائلا بلون الظلام ،ثم يخيطون صدري بأسلاك ،يضحكون .. يضحكون..يضحكون ،غير عابئين بصراخي ،وفي كل مرة افتح عيني بتردد ..
” هل كنت أصرخ؟ ” .
شفتاي ترتعشان ..جسدي غارق في العرق ..أختلس النظر من حولي .. لأعرف في الأخير أن صوتي
حرب هنا..حرب هناك.. سلطة هنا..سلطة هناك..سطوة هنا ..سطوة هناك ،وأنا المشرد بين هذا وذاك ،وأنا العائم وسط بقايا حطامي أبحث عن لقمة تقويني ..عن جدار يسندني ..عن قلب دافئ يتحملني ويحميني ،أصرخ ملء صوتي وقد تحول رأسي إلى فراغات رغم محاولاتي العديدة لملئه ،مستنجدا بالتذكر ..وماذا بقي لي داخل هذه الفراغات غير التذكر ..غير هذه الأسئلة التي تنخر عقلي وتوقظ مشاعري المخدرة .
هل كان علي أن أقتلها؟
لحظة اكتشفت أنها مجرد حلم ، استفزتني الحقيقة الماثلة أمامي بجلاء ، هي لم تكن تحبني لا بد أن أعترف أن الأمر أكبر من هذا ، لم تكن تحس بوجودي رغم محاولاتي العديدة لاستدراج نظراتها ، لكن ما عساي أفعل كان الحب ينهش قلبي والخيالات تغذي آمالي ..أحلامي الجميلة ..لأعترف أنني كنت أمارس الكذب للترفع عن واقع متدثر بأعباء الحقيقة .. أواااه .. كنت أحتاج منها لحركات ..لنظرات ..لابتسامة ..لشيء يحسسني بانتباهها لي ، لكنها كل مرة تتفحصني بنظرات باردة ، ثم ترتسم على شفتيها ابتسامة تؤجج الغضب بداخلي وهي تبتعد بنفور..
هل كانت تحبني ؟..
وأن المشكلة في عواطفها غير المكتملة ؟أم هو مجرد خضوع لغواية عواطفي الجياشة المدفوعة بأحلام متسارعة تغذيها توقعات سعيدة .
تباغتني الأسئلة لتمدد في زمن الحلم ،الذي ظل يراودني ويصنع يومياتي الجميلة ،في البداية كنت أسخر من تلك الأحاسيس التي كنت أراها سخيفة ،لكن مع مرور الأيام بدأت صورتها تسيطر علي ،تنسج من حولي لحظات العمر الجميل ..
كان علي أن أتوقف عن الركض خلف تفاصيل وجهها الملون بالتعابير ، أن أوقف دوران الزمن في مدار حياتي ، وأعيش اللحظة دون البحث في المرايا ..أن أعشقها كما هي امرأة من نور ونار ..
كنت ممددا على فراشي ،سابحا في أفكاري عندما أحسست بحركة قربي ،فتحت عيني ووجدت شابا واقفا أمامي بلحيته المزروعة في وجهه بشكل سيء ووجنتيه الحادتين وعينيه الضيقتين المملوءتين بالقلق والتردد ،كانت شفتاه تتحركان دون كلام ،نظرت إليه بنظرات جامدة خالية من أي مجاملة وقلت له وأنا أضع قبضتي على الأرض أهم بالنهوض:
-هل تعرفني ؟
ارتبك..تراجع ،وعاد إلى جماعته الذين كانوا يتابعون المشهد وهم يتهامسون بشيء لم أتبينه
كنت تعبا ،فعدت للتمدد غير عابئ بالضجة التي ازدادت من حولي ..واستسلمت لهذه اللذة الجميلة بعد أن سحبت الغطاء على كامل جسدي،وأغرق في هذه الكومة من الأفكار الموشحة بالذكريات ..
كانت يدي ترتعش وأنا أرسم خارطة وجهها الممتلئ .. عيناها الواسعتان العسليتان ..أنفها الممتد وسط وجهها بكل تفاصيله الفرعونية ..شفتاها الممتلئتان الشرهتان ..رقبتها البلورية والمستنفرة لجميع خيالاتي ، وهذا الشعر الأسود الناعم المتماوج على كتفيها..
هل كان علي أن أقتله ؟ أن أقتلها ؟..أن أقتل أحلامي؟
ساعتها لم تكن الأمور بهذا الوضوح .. بهذا التجلي ..عندما أتمعن الآن فيما جرى أجد أن كل شي كان وهما .. وهما..وهما .
كانت الساعة تشير إلى السابعة في ذاك الصباح الخريفي ، الجو غائم ،قطرات من المطر تتسلل ببطء وعلى فترات متقطعة معلنة عن بداية يوم ممطر، كنت أجلس في المقهى أرقب من خلال النافذة الزجاجية الكبيرة الشارع وتحديدا تلك الزاوية التي تظهر منها كل يوم في طريقها إلى العمل ،أشعلت سيجارتي الثانية ،ورحت أرتشف ما تبقى من قهوتي دون إحساس بما يدور حولي ،كان الضباب يخيم على الطرقات ..الوجوه تظهر بألوان خريفية ..
رباااااه ..ما أجملها ،كل شيء فيها يصنع دهشتي ،هاهي تمر على مقربة من المقهى..كانت ترتدي معطفا من الفرو، وتنتعل حذاء بكعب قصير ،تخبئ رأسها وسط تلك المظلة التي تحميها من قطرات المطر ..اندفعت بحركة هستيرية إلى الخارج مصطدما بالطاولة وبأحد الداخلين إلى المقهى ،ورحت أسير وراءها كالأبله ،أضع على شفتي نصف ابتسامة تصنعها تلك السعادة المتفجرة في داخلي ..كنت وأنا أتبع خطاها أنسى كل المآسي والمهانات ،ويتملكني فرح طافح وسرور عجيب ، التفتت ..نظرت إلي بنظرات هازئة ،ثم أدارت لي ظهرها ومضت في طريقها ،كنت أحتاج فقط لبعض الشجاعة لأخبرها بمشاعري ،بهذا النبض المتوهج في داخلي ،بهذه الحمى العجيبة التي تضيع فيها لغتي وأنا أحدثها دون شفاه ،انتبهت على صوت منبه سيارة توقفت على جانب الطريق..أحسست بالغليان في دمائي ،وبفورة غضب تجتاحني تدفع بقدمي نحو هذه السيارة الملعونة ،لكن فجأة انطفأ كل شيء واعترتني موجة من الذهول وأنا أراها تلتفت مبتسمة تمتد يدها تفتح باب السيارة وتختفي داخلها ،وبسرعة تتلاشى مثلما ظهرت ..أحسست برعشة تجتاحني لم أكن أدري أهي بسبب البلل الذي تسرب إلى جسدي ..أم بسبب ضياع تلك الأحاسيس التي كانت تملأني ،وتصنع دفء أحلامي .. ولأول مرة أحسست بقدم ضخمة تدوس على كبريائي ،وبخنجر صدئ يطعن كرامتي ،وبقدمي تلامس قعر هذا الجب الذي سقطت فيه .. قفلت راجعا إلى بيتي أمد على الطريق التي غسلتها مياه الأمطار ،خطى واهنة لا تكاد تحملني ..الشارع بلا آخر ،وكل الناس مجرد هياكل تمر بجانبي ،أو تخترقني كأشباح ..
ارتميت على فراشي ..ضممت ركبتي إلى صدري ..ودفعت بظهري إلى الحائط أحتمي من تلك البرودة التي سرت إليه ،واجتاحتني موجة من البكاء ..
هي لن تكون لي أبدا ..هي امرأة صنعها القدر لحلم آخر في زمن آخر .
امتد اللغط من حولي ،نبهني من غفوتي ،نظرت حولي ،كان الجميع في حالة هيجان ..تكبير عناق حار ..هتافات بشعارات ،تمجد الحياة والموت..
كان باب الحجرة مفتوحا في غير وقته ..السجان يقف في الرواق يمسك بحزمة من المفاتيح ،غير مبال بما يحدث في الداخل ..نهضت من مكاني متجها نحوه ،وبكلمات مختصرة أخبرني عن صدور عفو من هناك يسحبنا من هذه الزنزانة إلى سماء مشبعة بأنوار الصباح الربيعي ..تنفست بعمق ،لكن دون فرحة تنسيني أحزاني ..
انطلقت عبر الطريق ،أفكاري تسابق خطواتي بحثا عن حل للخلاص من هذا الوضع الذي أتعبني كثيرا ،أحس بثقل في ساقي ،الخوف وحده يمدني بهذه القوة لمواصلة الجري ..علي تحريك ذهني ..البحث عن أفكار تخرجني مما أنا فيه ،حتى لا أتلاشى في متاهات هذا الزمن الموبوء .
الحر شديد .. هواء المروحية التي تدور من ساعتين دون توقف ودون أن أحس أنها تلطف الجو يعبث بالستائر البيضاء للنوافذ الزجاجية المفتوحة والتي يتسلل منها أصوات أبواق السيارات ..باعة الرصيف الذين لا تهدأ أصواتهم المختلطة بصوته المنبعث من التلفزيون ..
كنت أتابعه بأفكار مشوشة .. أتابع حركات شفتيه ..حركات يديه التي توحي بالثقة ، ترتفع من حوله الأيدي ملوحة بصوره والأعلام الوطنية ..
يزداد الحماس من حوله ..صراخ ..هتافات.. تلويح بالأعلام والصور .
يردد الجميع :
-تجديد ..حرية..عدالة .
تتعالى الأصوات من حولي .. تتزاحم في رأسي ..صوته.. أصواتهم ..صوت أبواق السيارات ..صوت الباعة..
استلقيت على الأرض محدقا في هذا المدى الممتد حولي بعينين نصف مسبلتين أجر أفكاري الكسيحة ..أحسست بآهة معذبة تنطلق من داخلي ،وبضحكة حبيسة ترج جسدي ،وبيدي ترتفع لترسم على صفحة الفراغ :
– نـــــــــون .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى